مدونة المرأة

بالعمل والأمل تحدت الظروف وحققت حلمها

متاح باللغة الإنكليزية Fresh Syria English

نسرين الموسى (كفرنبل-ادلب)

نور امرأة في العشرين من عمرها من ريف إدلب، درست في جامعة حلب في معهد التعويضات السنية، كان حلم نور أن تعمل بمجال دراستها، وتفتح مخبر أسنان خاص بها.

ومع قيام الثورة وسوء الأوضاع الأمنية، وانتشار قوات الأسد داخل المدن، وقيامهم بحملات الاعتقالات العشوائية تركت نور دراستها في الجامعة وعادت إلى مدينتها إدلب لتعيش بين أهلها في مأمن من بطش نظام الأسد.

تقدم شاب لخطبة نور ووافقت عليه، وبعد فترة وجيزة تم الزواج، وعلى الرغم من ازدياد الأوضاع المعيشية سوءًا، بقيت نور مصممة على العودة إلى دراستها إذا سمحت لها الفرصة، وعاشت على ذلك الأمل.

اشتدت الحرب وعلا صوت المدافع والطائرات في مدينة إدلب، سافرت نور وزوجها إلى مدينة أخرى ظنًا منهم أنها أكثر أمنًا، حيث أصبحت الحياة شاقة وصعبة، فقررت نور العمل في مجل دراستها في مخبر للأسنان، لتكون عونًا لزوجها.

عملت نور في أحد مخابر الأسنان، العمل الذي لطالما أحبته منذ أن كانت صغيرة، وكانت تتمنى إتمام دراستها لتعمل في هذا المجال، ودون أن تكمل دراستها تحقق لها ما حلمت به.

وفي أحد الأيام وبينما نور في عملها شعرت بالدوار والتعب، ذهبت إلى المشفى وأجرت بعض التحاليل، كانت الفرحة كبيرة، عندما علمت أنها حامل، لم تترك نور العمل في المخبر طوال فترة حملها رغم التعب الذي حل بها، أنجبت نور طفلها وجلست في المنزل مدة أربعة أشهر لتعتني به، بعد ذلك عادت إلى عملها والسعادة تغمر قلبها لاشتياقها إليه.

بالإصرار والأمل على إكمال الحياة ورغم قساوة الظروف والحرب التي فرقت الشمل، استطاعت نور تحقيق حلمها وتربية أولادها، لم تكن عبئًا على زوجها بل كانت سندًا له ولأطفالها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى