حياة شهيد

“محمد حازم العكل”.. جسدٌ ملأته الإصابة تكلَّل بالشهادة

الشهيد “محمد حازم العكل” شاب من أبناء مدينة كفرنبل ولد بتاريخ 1993، تزوَّج محمد قبل استشهاده بعدَّة أشهر، درس الابتدائية والاعدادية في مدارس كفرنبل وأكمل المرحلة الثانوية بالمدرسة الصناعية فيها.

لم يستطع محمد إكمال دراسته بسبب سوء الأوضاع الأمنيَّة ودخول جيش الأسد للمدينة في تلك الفترة.

التحق محمد العكل في الثورة منذ انطلاقتها الأولى مشاركاً بالحراك السلمي والمظاهرات التي خرجت ضد نظام الأسد مطالباً بالحرِّيَّة وإسقاط النِّظام.

بعد تحوُّل الحراك السلمي إلى ثورة مسلَّحة نتيجة قمع النِّظام لها، انضم محمد إلى فصائل وتشكيلات عسكريَّة عدَّة منها “صقور الشام” و”أحرار الشام” وآخرها “جيش إدلب الحر”، شارك في الكثير من المعارك ضدَّ نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في جبهات جبل الأربعين وجبال التُّركمان وجهات حلب وحماة ومعارك تحرير مدينة إدلب وجسر الشغور.

منذ مشاركة محمد بالمعارك ضد النظام لم تفارق الإصابات جسده فقد تعرَّض للكثير من الإصابات، ومع ذلك كان بعد كل إصابة يتعرَّض لها يعود ليتابع كفاحه وجهاده على الجبهات من دون كلل أو تردد.

استشهد محمد بتاريخ 26/12/2017 في “تل أسود” الواقع بريف حماة الشّرقي، بعد أن أكثر من قتل عناصر الأسد وجيشه بمقاومته لساعات طويلة هو ورفاقه واضعاً نصب عينية النَّصر أو الشهادة.

يقول “علاء الزعتور” أحد أقرباء الشهيد وصديقة لفرش أونلاين: “شاركت مع محمد ابن خالي في عدَّة معارك في التُّركمان وجبهات حماة كان محمد قائد مجموعتنا لم نعرف عنه سوى الشجاعة والبطولة في المعارك التي خضناها سويَّةً، عند استشهاد محمد في تل أسود كنا سويَّة مع باقي مجموعتنا، خضنا ساعات من الاشتباكات القويَّة مع جيش النِّظام فأصيب محمد إصابة بليغة استشهد على أثرها”.

بدأت تتوارد الأنباء في ذلك اليوم عن استشهاد ثلَّة من أبطال مدينة كفرنبل وفقدان الاتِّصال مع مجموعة أخرى، لتتسابق الروايات وتنتقل الأخبار المفجعة والَّتي احتوت استشهاد محمد العكل مع ثلاثة من رفاقه، وعدم قدرة المجموعة الباقية سحب جثامينهم الطَّاهرة لخطورة الوضع وصعوبته.

لم يدفن محمد في مقبرة مدينته الأم، ولم يستطع أهله إلقاء نظرة الوداع عليه، لتحتضنه تربة سقاها بدمائه وأبت التخلِّي عنه، وبقي جثمانه لتراه أعين قاتليه القذرة وتزرع هيبته الخوف في قلوب من لا قلوب لهم، وتعكس الأدوار، فهم الميِّتون وهو الحي الخالد في قلوب أهله وذويه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى