غير مصنف

حزبُ الله..النشأةُ والتطورُ والممانعةُ الوهميَّة

إذا كان نظام الدَّولة هشَّاً، سيتفرَّعُ من خلاله العديدُ من التنظيماتِ والأحزابِ الَّتي تتَّخذُ القرارات دون الرجوع إلى الحاكم والقانون.
في فبراير من عام 1979 عاد “آيةُ الله الخميني” إلى طهران ليبدأ عصراً إيرانياً جديداً، عصرٌ يهدفُ للطموح التوسعيَّ وركيزتهُ الأساسيَّةُ البطشُ والإرهابُ والترويع.

وبعد أن أزال المعمَّمون جميع التيَّارات الوطنيَّة بدأت إيرانُ في تصدير ما أسمتهُ الثورةَ إلى الدول المجاورة، فشكَّل لبنان الَّذي كان يمرُّ في ذلك الحين بحربٍ أهليَّةٍ الضحيَّةَ الأمثل، فاستغلَّت إيرانُ الفرصةَ لتتَّخذ لها موطئ قدمٍ في لبنان.

سبق وجود حزب الله على الأرض وجودٌ فكريٌ وعقائديٌ وكانَ للشيخ “محمد حسين فضل الله” دور مهم في تكوين هذا الفكر في جنوب البنان، وكان قيام ما يسمى بـ “الثورة الإسلاميَّة” في إيران عام 1979 بقيادة الخميني دافعاً قويَّاً لنشأة حزب الله وذلك بسبب الارتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين.

وبعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 احتلَّت إسرائيل قطَّاعاً من جنوب لبنان يسيطرُ عليها جيشُ لبنان الجنوبي، تأسس حزبُ الله في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بدعمٍ إيرانيٍ لتجميعِ فئاتٍ مختلفةٍ من الجماعات الشيعية اللبنانية تحت حكمٍ واحدٍ وسلطةٍ واحدة.

أسَّس الحزب عددٌ من الأشخاص الَّذين تربطهم علاقاتٍ وطيدة مع الحكومة الإيرانية وأبرزهم “علي أكبر محتشمي وعماد مغنيَّة ومحمد حسين فضل الله”.
وهو كتلةٌ تضمُّ عدداً كبيراً من الشيعة وحزبٌ سياسيٌ اتَّخذ من جنوب لبنان مقرَّاً عامَّاً له، وترأسه في عام 1992 “حسن نصر الله” بعد وفاة عباس الموسوي.

وفي عام 1985 ومع بدء الانسحاب الإسرائيلي من قسمٍ كبيرٍ من لبنان أُعلنَ عن تنظيم “حزب الله”، وشكَّل هذا الإعلانُ البداية العلنيَّة للحزب وقد تضمّنت الرسالة المفتوحة أهم المبادئ الَّتي يؤمن بها الحزب.
يعملُ حزبُ الله كمندوبٍ عن إيران فيما يسمى “الصراع المستمرِ مع إسرائيل”، وكان قادة الحزب من أغلبية أتباع آية الله الخميني وقد تمَّ تدريب قوات الحزب من قبل وحدة مؤلفة من أكثر من 2000 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني الذين وصلوا إلى لبنان بإذنٍ من النظام السوري آنذاك.

تصاعد دور “حزب الله” السياسي والعسكري ما أسفر عن حصول بعد الصدامات بينه بين القوى اللبنانية وخاصَّةً الحزب الشيوعي اللبناني والحزب القومي السوري والصدام الأكبر كان مع حركة “أمل”.

وبعد مرور عدَّة سنواتٍ من ظهور الحزب في الساحة العربيَّة بدأت سياسته المعادية لبعض دول الخليج، وكونه حزباً شيعياً فهو معادٍ لأهل السنَّة والجماعةِ وأحداث سوريا هي خيرُ دليلٍ على سياسة الحزب القمعيَّة حيث كان له دور كبير في مساندة النظام السوري في قتل آلاف السَّوريين وتهجير الملايين، ليتبين خلال ذلك أن سياسية الحزب ليست سياسية ممانعة ضدَّ العدو الإسرائيلي وإنَّما هي سياسيةُ قمعٍ وبطش، وأنَّ الحزب بعيدٌ كلَّ البعد عن مواجهة إسرائيل عسكريَّاً، ومساندته لنظام البعث هي غطاءٌ له عن ضعفه وزريعةٌ لمحاربة ما يسميه “الإرهاب” في سوريا.

محمد مسلم العبيدو (كفرنبل، إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى