مدونة المرأة

دُفنت أحلامي تحت ركام بيتي

اسمي “عبير” من مدينة كفرنبل، أبلغُ من العمر 27 عاماً متزوجَّةٌ ولديَّ ولدانِ “أحمد وياسين”، كنت أعيشُ حياةً رغيدةً وبعيدةً عن الحزن والهمّ، حيث كان زوجي يعملُ في شركة المياه ويوزَّعُ الماء على الأهالي هو ورفاقه.

كنتُ أضع بعضاً من الأغراضِ في صالون المنزل وأبيعها من أجل كسب بعض المال لمساعدة زوجي، حتَّى بدأت الثورةُ وعمَّتِ المظاهراتُ المدينة وبدأ زوجي بالتظاهر والمطالبة بإسقاط نظام الأسد.

وبعد مرور وقتٍ من الزمن اقتحمت قواتُ الأسد المدينة وأقامت الحواجز والمتارس الترابيَّة فيها، وفي إحدى المظاهرات التَّي كان زوجي مشاركاً بها بدأ عناصر الأمن والشبيحة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين مَّما دفعهم للهروب في الشوارع والأزقَّة حتَّى وصلوا إلى منزلنا لأنَّه بعيدٌ عن المدينة حيث كانوا يجتمعون فيه كل يوم خميس ليرسموا لوحاتٍ كاريكاتيرية للاستهزاء بالنظام.

وفي يومٍ من أيَّام شهر رمضان قرَّر زوجي ورفاقه أن يهاجموا حواجز الجيش في المدينة وأثناء الاشتباكات خرجت أنا وأبنائي من المنزل خوفاً من الرصاص، وبعد خروجي بوقت قصيرٍ سقطت قذيفةٌ على المنزل لكنَّي لم أستطع رؤية شيء من آثار القصف حيث كان الغبار يملأُ المكان.

ضاعت أحلامي وآمالي في ذلك المنزل الصغير، وعندما عدنا إلى البيت في منتصف الليل كان المنزل قد تهدم نصفه وكانت الشظايا قد ملأت المكان لم أستطع أن أصدق ماذا حدث، دفنت أحلامي وألعاب أولادي تحت ركام بيتي.

لكنّي لم أبالي بالمنزل بعد عودة زوجي سالماً من المعركة ولأنَّهم استطاعوا أن يحرَّروا المدينة من قوات الأسد الَّتي عاثت فيها فساداً، وبعد فترةٍ وجيزةٍ عدت أنا وزوجي لبناء حياةٍ جديدةٍ في منزلٍ جديدةٍ وكلَّي أملٌ بالنصر.

(نسرين الموسى)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى