غير مصنف

المعتقل محمد الجعار.. حلم بالأمان فاحتضنته سجون الحقد الأسدي

محمد أحمد الجعار المعروف باسم أبو فادي، من أبناء مدينة كفرنبل من مواليد الحادي والعشرين من شهر كانون الأول لعام 1988 متزوج وله طفل وحيد.
ولد محمد في حي القدم بريف دمشق الجنوبي ونشأ وترعرع فيه بحكم عمل والده في العاصمة دمشق في سلك الشرطة، درس في مدارسها وتعلم فيها في المرحلتين الابتدائية والاعدادية.
ترك محمد المدرسة مبكراً وبدأ بتعلم مهنة الحلاقة التي أحبها بشكلً كبير وأتقنها ولم يبلغ من العمر 16 عاماً.
أصبح محمد مشهوراً بمهنته التي تعلمها وأحبها وكان ينتظر حتى ينتهي من الخدمة الإلزامية ليفتح محله الخاص ويعمل فيه.
تزوج محمد بتاريخ 9-11-2011من ابنة عمته بعد اندلاع الثورة بعدة شهور في مسقط رأسه ومدينته الأم كفرنبل، ثم عاد الى الحي الذي يسكن ويعمل فيه، لكن ظروف الحرب وشدة ظلم آل الأسد اضطر أبا فادي للخروج من حي العسالي المعروف بمعارضته لحكم الأسد وشبحيته، والسكن في بيت صغير هو وأهله في منطقة اشرفية صحنايا علها تكون مصدر الأمان له ولعائلته وطفله الرضيع.
اعتقل محمد في السابع من شهر تشرين الأول لعام 2013 في منطقة اشرفية صحنايا اثناء عودته الى المنزل هو وزوجته وطفله فادي الذي كان لم يبلغ من العمر سوى سبعة شهور.
أم فادي زوجة المعتقل محمد لفرش اون لاين: “كنا عائدين الى المنزل الذي كنا نعيش فيه في اشرفية صحنايا بعد انتقالنا من حي العسالي نتيجة بطش قوات الأسد علينا فيها، وأوقفنا أحد الحواجز في المدينة فنظر الجندي اليه وقال سلم الطفل لأمه أنت معتقل، نزل أبو فادي في ذلك الحين، وذهب معهم وعدت مع طفلي الصغير انتظر ومنذ خمس سنوات وانا انتظر عودته.
أبو أيهم والد المعتقل لفرش أونلاين: لم أكن يومها في دمشق وتم إبلاغي بخبر اعتقال كصاعقة قصمت ظهري، لم أعد احتمل الصدمة سارعت بالذهاب الى دمشق والبحث عنه، لم يعترف أحد من الفروع ولا الأقسام بوجوده لديهم، فكل جهة ترميني على الأخرى، حتى استلمت هويته الشخصية واغراضه على انه قد مات.
لم اهتم للأمر واستمريت بالبحث عنه ودفعت الكثير من المال حتى اعرف ان كان على قيد الحياة ام لا وآخر ما اعرفه عنه انه موجود في سجن صيدنايا ولكن افوض امري الى الله واعقد أملي عليه أن يعيد لي ولدي من ايدي الظلام ويعيده الى زوجته وابنه الذي أصبح عمره ستة سنوات ولم ير أباه وأمه التي فقدت كل طعم بالحياة وولدها داخل قضبان الحقد.
اما فادي الطفل الذي فقد والده وهو في سن لا يعرف حتى الشعور بالحزن اكتفى بكلمة “الله يطالع بابا حمودي”
وعرف عن أبو فادي في الحي الذي كان فيه وفي مدينته كفرنبل أنه كثير الابتسامة قليل الكلام كثير الفعل لم يكن لديه اية مشاكل، كان حلمه الكبير أن يكون له محله الخاص يكفي به عائلته الصغيرة.
لكن قضبان الزنازين الملتهبة في سجون الأسد، أحرقت حلم أبي فادي وجعلت زوجته التي مازالت في مقتبل العمر في ضياع.
بقلم: محمد العباس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى