حياة شهيد

سعيد الموسى…عندما تُبذلُ الروحُ مقابل الواجب الإنساني

“سعيد موسى الموسى” شابٌّ من مواليد مدينة كفرنبل عام 1975، متزوُّجٌ ولديه خمسة أبناء، درس سعيد الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس دمشق.

وبعد أن أنهى دراسته عمل ممرضاً في الكلية الحربيَّة في مدينة حمص، ومن ثمَّ عمل في مشافي مدينة كفرنبل ومعرَّة النعمان وسراقب بعد انتهاء خدمته الإلزاميَّة.

ومع انطلاق الثورة في سوريا مطلع عام 2011، ولجوء نظام الأسد لقمع المتظاهرين، كان سعيد من أوائل الثائرين بمهنته نظراً لازدياد عدد الشهداء والجرحى، فعمل مسعفاً ميدانيَّاً يتنقلُ من منزلٍ لآخر لمعالجة المصابين.

وفي بداية شهر رمضان الموافق 28\6\2014 ذهب سعيد إلى إحدى مشافي المدينة مصطحباً شقيقته الَّتي كانت تشكو من إعاقةٍ جسديَّةٍ لمعالجتها، وأثناء تواجدهما في المشفى شنَّت الطائراتُ الحربيَّة التابعة لنظام الأسد عدَّة غاراتٍ جويَّةٍ على المشفى ليعود سعيد شهيداً مخضَّباً بدمائه الزكيَّة هو وأحدُ زملائه من الكادر الطَّبي.

“موسى الموسى” والد الشهيد حدث لفرش أونلاين عن ولده الشهيد: “كان ولدي ملخصاً في عمله وذو أخلاقٍ حسنة، لم يتوانى لحظةً عن مساعدة أي مصابٍ في أي وقت كان دون مقابل، رحل شهيداً ليترك سيرته العطرة بين سكَّان المدينة”.

“زاهر الموسى” شقيقُ الشهيد في حديثٍ خاصٍّ لفرش أونلاين: ” كان أخي صادقاً يحبُّ مساعدة الناس والبسطاء، يشهد له القاصي والدَّاني بذلك، استشهد وهو صائمٌ قبل الإفطار بساعاتٍ قليلة”.

أبى الشهيد سعيد إلا وأن يكون ضيف شرفٍ على مائدة الإفطار مع الصديقين والنبيين والشهداء في أعلى الجنان، فأطلقت روحه العنان لذلك مفارقةً جسده، وتاركةً خلفها فراغاً واسعاً بالنسبة لأهله وأحبابه، لتتربع مع غيرها من الأرواح التي ضحت في الغالي والنفيس من أجل مبادئها في أعلى المراتب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى