تقارير

تعليق الدعم الصحي عن الشمال السوري ينذر بكارثة إنسانية

سيحرم مئات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري من الخدمات المقدمة للمشافي والمراكز الطبية، وذلك بعد تعليق الدعم عن تلك المراكز التابعة لمديريات الصحة في كل من إدلب وأرياف حماة وحلب.

وعلق الدعم المالي عن العديد من المراكز الطبية والمشافي بعد تعليق “الوكالة الألمانية للتعاون الدولي” دعمها لمديريات الصحة العاملة في الشمال السوري المحرر.

وعن الأثار المترتبة عن تعليق الدعم عن مديريات الصحة في إدلب وريفي حماة وحلب، قال الدكتور مصطفى العيدو نائب مدير صحة إدلب لفرش أونلاين:” إن تعليق الدعم عن مديرية الصحة سيؤدي إلى توقف الخدمات الطبية للمراكز التابعة لها في المحافظة”.

وأضاف “العيدو” بأن مديرية الصحة في إدلب تضم 33 منشأة صحية بين مشافي ومراكز صحية ومعالجة فيزيائية ومراكز للطبق المحوري ولمعالجة أمراض السل، وهذه المراكز تقدم خدماتها بشكل مجاني لقرابة 80 ألفا من المدنيين، بالإضافة لتوفير 630 فرصة عمل للكوادر الطبية، وهو ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية في المجال الصحي وتفشي الأمراض المزمنة في المنطقة”.

وسيؤدي تعليق الدعم عن مديرات الصحة في الشمال المحرر إلى حرمان ما يقارب المليون مدني من سكان المناطق والمهجرون قسريا من عدة مناطق سورية.

وقال المسؤول الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران لفرش أونلاين:” إن مديرية الصحة تدعم عدة مراكز طبية ومنها المخابر الوبائية ومركزا لغسيل الكلى والتلاسيميا وعدة بنوك للدم، وهو ما سيؤدي إلى حرمان أكثر من مليون ونصف المليون مدني من الخدمات الطبية المجانية المقدمة من تلك المراكز”.

وتابع “أن الأمر لا يتوقف على الخدمات الطبية، وسينعكس سلبا على المدنيين من انتشار للأمراض الوبائية والمزمنة، وفي حال استمرار عمل المراكز الطبية الأخرى المدعومة من قبل المنظمات الشريكة لمديرية الصحة سيؤدي إلى صعوبات كثيرة تواجه المدنيين لتلقي الخدمات الطبية ومنها قطع مسافات طويلة وازدياد المصاريف المالية للوصول إلى تلك المراكز، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة يعاني منها المدنيين في المنطقة”.

وعلق الدعم عن المجمع الطبي في مدينة سرمدا الذي يقدم خدماته لأكثر من نصف مليون من سكان المنطقة والنازحين من كافة المدن السورية.

وتحدث الدكتور حسن القد مدير المجمع الطبي في سرمدا لفرش أونلاين:” إن المجمع الطبي يقدم خدماته المجانية لسكان المدينة والقرى المجاورة، إضافة إلى المخيمات والتي يقدر عدد السكان فيها ما يقارب النصف مليون”.

وتابع قائلا بأن لديهم القدرة على الاستمرار بالعمل في تقديم الخدمات الطبية لفترة لا تتجاوز الشهرين لوجود مخزون احتياطي من الأدوية والمصاريف التشغيلية للمجمع، ولكن بعد تلك المدة سوف يتوقف المجمع عن العمل، وسيؤثر ذلك سلبيا على المدنيين.

المواطن أحمد العبد الله (50) عاما أحد المتضررين من تعليق الدعم عن المراكز الطبية يقول لفرش أونلاين:” أعاني من مرض القلب وارتفاع الضغط، وكانت هذه المراكز توفر الأدوية المطلوبة للعلاج بشكل مجاني ومستمر خلال الفترة الماضية، وبعد توقف الدعم سوف أعاني من صعوبة تأمين الدواء لعدم توفره لارتفاع أسعاره بشكل كبير، وعدم مقدرتي على شرائه”.

وسبق أن أوقفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، دعمها لكافة المشاريع الصحية في محافظة إدلب، ومنذ مطلع العام الحالي أوقفت الوكالة الألمانية للتنمية الدولية دعمها لمديريات الصحة في الشمال السوري المحرر، ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية تعصف بالمنطقة.

حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى