غير مصنف

لبنان بين العهر السياسي والانحطاط الإعلامي

دولة إن صح اسقاط مصطلح الدولة عليها.. لا تملك من قوت يومها شيء ولطالما امتهنت التبرج وقلة الحياء في استقطاب الأموال إليها، ونشرت عارضاتها على الشاشات العربية والخليجية تحت مسمى مطربات، علَّها ترسم صورة حضارية تغطي رائحة القمامة التي انتشرت على طول البلاد، وتجعل منها وجهة للسياحة من دول خليجية تنفق الملايين على الراقصات وتستكثر المئات على النازحين.

قمامة لم تقتصر على الطرقات فحسب بل امتدت إلى مراكز الحكم فيها ومنابر الإعلام الساقط في تلك البلاد.

ممارسات تدرجت بين المواطنين اللبنانيين لتصل الممارسات بعدها إلى البلديات وتتدرج إلى الحكومة وأخيراً إعلامهم المضل.

كلاب ينتمون لبلدية بيروت يلاحقون طفلاً يحمل ممسحة احذية جعل منها مصدر رزق له ولأهله والتي عجزت أشباه الدول عن تأمن لقمة عيش كريمة له، ممسحة أطهر من رؤوسهم الوسخة، يلاحقونه ويشتمونه ويضربونه حتى تمكَّنوا من إلقاء القبض عليه ورميه في منور أحد مباني العاصمة، ويتملكهم الشعور بالنصر والقوَّة بعد هزيمة الطفل الصغير.

في مكان آخر من نفس البلاد اللاعربية، بلدات لبنانية طردت مئات اللاجئين السوريين منها، وأجبرتهم على ترك أماكن سكنهم والخروج دون تأمين أي مأوى لهم أو مكان آخر يذهبون إليه، دون أي تبرير أو الكشف عن سبب إقدامهم على مثل هذه الخطوة، في ممارسات عنصرية لعبت القمامة دورة فيها بعدما جبلت بدمائهم وأدمغتهم.

ليصل الدور إلى أقبية الحكم في هكذا ممارسات على لسان ممثلين لإحدى الحكومات في البلاد المسماة بلبنان.

جبران باسيل وزير الخارجية وأحد أذرع نظام الأسد الطويلة في البلاد المذكورة علا صوت نباحه على وسائل التواصل الاجتماعي وجعل من اللاجئين السوريين مصدراً للإرهاب في بلاده وسببا في عدم استقرار البلاد ذات الحكومات الثلاث، كما حمّل مسؤولية الفشل الاقتصادي ببلاده للجوء السوري، في حملة مستمرة يشنها أنصار اﻷسد في لبنان ﻹعادة السوريين تحت سلطته.

لتتجلَّى الممارسات العنصرية المثيرة للعواطف على الشاشات التي لطالما جعلت من الحروب الداخلية والمراهقات السياسيَّة موادَّ لها، وباتت اليوم تنعق بصوت واحد لا للاجئين السوريين.

آخرها كان على قناة MTV اللبنانية حين عرضت مقابلة مع مواطن لبناني هاجم اللاجئين السوريين بطريقة عنصرية متهماً إياهم بأخذهم فرص العمل من اللبنانيين.

مواطن عاري الصدر تتساقط دموع التماسيح على خديه يحمل لافتة كتب عليها “أنا لبناني عندي أولاد.. بدي عيش بهذا البلد.. ليس لنا عمل فيه فقط للسوريين وغيرهم .. وبعدين لوين”.

لتنتصر له المذيعة غادة عيد في خطابها، مبررة لقائه بالصدفة في أحد طرقات العاصمة ومطالبة السلطات بفرض مزيد من الضغوطات على من لا مأوى لهم في بلاد الله الواسعة.

 

محمد السطيف (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى