حياة شهيد

الشهيد محمد أحمد الحناك … شهيد رصاصة الغدر على الجبهات

ولد الشهيد محمد أحمد الحناك عام 2001 في مدينة كفرنبل، نشأ وترعرع بين أفراد أسرته البسيطة المكونة من أب وأم أخ واحد، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة أبو بكر في مدينة كفرنبل، ولم يكمل دراسته وأصبح يعمل بالأعمال الحرة مثل الحفر وغيره.

وقبل اندلاع الثورة سافر والده إلى دبي قاصداً العمل لمساعدة عائلته وتأمين لقمة العيش له ولأخيه، وفي بداية 2011 ومع انطلاق الثورة السورية كان محمد ما يزال طفلاً لم يبلغ التاسعة من عمره، إلا أنه كان من أوائل المشاركين فيها والمطالبين بالحرية وإسقاط النظام.

أثناء خروجه في المظاهرات السلمية، بدأت قوات الأسد بقمع تلك المظاهرات بالرصاص، ولكنه وعلى الرغم من صغر سنه بقي مصراً على المناداة بالحرية والهتاف من أجل إسقاط النظام.

ورغم صغر سنه قرر الالتحاق بركب الثورة السورية المسلحة، وفي تاريخ 3\1\2019 استشهد محمد أثناء تسلل قوات نظام الأسد إلى نقطة تواجده هو وأصدقائه المرابطين على جبهة الراشدين بحلب، وأثناء قيامه بالتصدي لهم أصابته رصاصة الغدر، فقد اخترقت تلك الرصاصة الجمجمة ما أدى إلى نزيف حاد في دماغه، على أثر ذلك نقل محمد إلى مشفى باب الهوى وبسبب إصابته الخطرة نقل إلى مشفى هاتي في تركيا، ومن ثم أجري له ثلاث عمليات داخل تركيا، وبقي ثلاث أيام هناك ومن ثم فارق الحياة.

أم الشهيد محمد تقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” محمد كان ولدي الأكبر وسندي ورفيق عمري، عندما سمعت بخبر استشهاده عاهدت نفسي بأن لا أكون ضعيفة أمام هذا الخبر وأبقى متماسكة ومقاومة، لأنني إذا غبت عن الوعي لم أراه مجدداً ولم أستطيع وداعه، نعم بقيت صامدة ولكن عيناي وقلبي كانا أقوى من إصراري، وقبل وصوله إلينا رحت غائبة عن الوعي ولم أرى نفسي سوى في المشفى ولم أتمكن من وداعه، وبقي هذا الأمر غصة بنفسي إلى هذا اليوم”.

أحد أصدقاء الشهيد يقول في حديث خاص لفرش أون لاين:” كان محمد تقبله الله من الشهداء، خلوقاً ويحب مساعدة الأخرين، كان محمد لا يحب الظلم وشعاره دائماً النصر أو الشهادة، كان محباً للأخرين ومقدام على فعل الخير “.

يتابع صديق الشهيد لفرش أونلاين ويقول: “سمعت بخبر استشهاده من أحد أقربائه، كان ذلك الخبر صدمة بالنسبة لي فقد أدركت حينها أنني خسرت أعز أصدقائي منذ طفولتنا”.

كان الشهيد محمد شهماً يحب مساعدة الأخرين، وأثناء قصف طيران قوات الأسد للمنطقة التي يتواجد فيها، كان لا يتوانى عن الذهاب إلى مكان القصف، ومن أوائل الشبان الذين يسعفون المصابين، ولكن كان قدره بأن تخترق رأسه رصاصة غدر من قبل نظام الأسد في أحد نقاط المرابطة على جبهات حلب، بعدها وافته المنية ليرتقي شهيداً جميلاً.

 

آية عبد السلام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى