غير مصنف

في ذكرى مجزرة دوما الكيماوية… صمت دولي مطبق وقاتلٌ طليق

انجلى عام كامل على مجزرة مدينة دوما الكيماوية التي راح ضحيتها أكثر من 150 شهيداً وما يقارب الألف مصاب نتيجة استهداف المدينة ببرميل يحوي غاز الكلور السام.

وفي ذلك اليوم المصادف للسابع من نيسان 2018 استهدفت إحدى مروحيات نظام الأسد وسط مدينة دوما في الغوطة الشرقية ببرميل يحوي الغازات السامة ليرتقي على أثر تلك الغارة ما يزيد عن ال 150 شهيد وليصاب ما يقارب الألف مدني بحالات اختناق.

مجزرة دوما جاءت في ذلك اليوم بعد حملة شرسة من قبل قوات النظام وميليشياته الطائفية ومساندة من طائرات الاحتلال الروسي من أجل السيطرة على كافة المدن والبلدات في الغوطة الشرقية، فخلال الحملة العسكرية على الغوطة استهدفت قوات النظام المدن بكافة أنواع الأسلحة من القذائف الصاروخية والمدفعية والقنابل العنقودية وصواريخ الأرض أرض امتدادا إلى الغارات الجوية وبراميل الحقد الأسدي وانتهاء باستخدام الغازات السامة، وكل ذلك من أجل إفراغ الغوطة من أهلها وإرهاب المدنيين الذين أصبحت مدنهم وبلداتهم ساحات لتجريب الأسلحة والمقذوفات من قبل دولة الاحتلال الروسي التي ولليوم ما تزال تتفاخر بتحويل الأراضي السورية إلى حقل للتجارب.

في ذلك اليوم في مدينة دوما امتلأت الشوارع والمنازل والأقبية بجثث الشهداء والمصابين، أمهات يودعنا أبنائهن وأبناء يودعون أبائهم، رائحة الموت في كل مكان امتلأت المقابر وغصت المراكز الطبية الخجولة بما تحتويه من تجهيزات طبية وأدوية لعلاج المصابين، ورغم كل الآلام والمعاناة لم يهدأ القصف لحظة واحدة وكأن ذلك اليوم يوم القيامة المنشود.

في ذلك اليوم لم يفرق الموت بين صغير أم كبير رجل أم أنثى طفل أم كهل، فالجميع كان ضمن دائرة الاستهداف، فذلك البرميل لا يملك حساسات أو رادارات تمكنه من أن يميز من سيستهدفهم أو بالأحرى كي يميز المدنيين عن “الإرهابين”، “الإرهابيين” الذين يعتبرون الذريعة الأساسية لكل جرائم نظام الأسد بحق المدنيين، تلك الذريعة التي من أجلها استبيحت المدن والبلدات، تلك الذريعة التي دمرت من أجلها المدن والبلدات، تلك الذريعة التي جلبت كل مرتزقة العالم ليشاركوا في قتل الشعب السوري، تلك الذريعة التي جعلت من سوريا محافظة إيرانية وجعلتها تحت الانتداب الروسي، تلك الذريعة التي يقتل من أجلها الأطفال والنساء والرجال والشيوخ.

ما حصل في دوما ذلك اليوم من مجزرة وحشية بحق مدنيين أسقط كل ادعاءات المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع الدولي التي تتغنى بشعارات الإنسانية والعدالة، وكذلك أسقط كذب وزيف ادعاءات دول كثيرة ممن أعلنوا موافق متضامنة مع ثورة الشعب السوري وحقه بالتغيير والديمقراطية، لكن تلك المجزرة كشفت هذه الدول وعرتها بشكل كامل، فمجزرة دوما الكيماوية ليست الأولى بل سبقها الكثير من المجازر التي شهد عليها آلاف السوريين ممن نجوا، فليس ببعيد وقبل عام كامل ارتكب نظام الأسد مجزرة في مدينة خان شيخون في الرابع من نيسان من العام 2017، وليس ببعيد مجزرة أخرى في أحياء مدينة حلب الشرقية أثناء الحملة العسكرية عليها، حيث استهدفت الطائرات المروحية منطقة مساكن هنانو بالغازات السامة، ولو عدنا للوراء إلى شهر آب من العام 2013 ، ذلك الشهر من العام الذي شهد أكبر وأوحش مجزرة في العصر الحديث التي أودت بحياة ما يزيد عن 1500 أضافة للآلاف من المصابين.

 

كل هذه المجازر حدثت دون أي عقاب للقاتل بل تم المساواة بين الضحية والجلاد فلو ان إدارة الرئيس أوباما أنداك قررت معاقبة الأسد بشكل قاسي لما تكررت هذه المجازر ليومنا هذا ففي ذلك الوقت اكتفت هذه الإدارة بصفقة مع روسيا من أجل التخلص من الترسانة الكيمائية لنظام الأسد، إلا أن ذلك جعل من نظام الأسد يعيد ويعيد استخدام الكيماوي في مجازره، غير آبه بالقرارات الدولية وحقوق الإنسان.

ستبقى الذكريات والمشاهد المؤلمة تلاحق الناجين من مجزرة دوما الكيماوية وباقي المجازر الأخرى سواء في خان شيخون ومن نجا من مجزرة الغوطة الشرقية، ذكريات مؤلمة ستبقى في عقولهم ستبقى تلاحقهم كالطيف إلا أن تتحقق العدالة بمحاسبة نظام الأسد أو إلا أن تتحقق عدالة السماء الإلهية.

حمزة العبد الله (كفرنبل-إدلب)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى