تقارير

براميل الموت تدمر راديو فرش وكادرها يقول “لن تقتلوا صوتنا”

دمر الطيران المروحي التابع لقوات نظام الأسد، صباح أمس السبت مبنى راديو فرش الكائن في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب، في سياق تواصل الحملة الجوية العنيفة والغير مسبوقة من قبل طائرات نظام الأسد والاحتلال الروسي على المدينة من عدة أشهر.

وأفاد ناشطون بأن طائرة مروحية قامت بإلقاء عدة براميل متفجرة على مبنى إذاعة راديو فرش والمكاتب الثورية بشكل مباشر، ما أدى إلى تضررهما بشكل كبير بالإضافة إلى تضرر منازل المدنيين في المنطقة القريبة من مكان الاستهداف.

وتعتبر راديو فرش من أبرز الإذاعات الثورية المحلية التي ما تزال تبث كافة تغطياتها وبرامجها من داخل المناطق المحررة في الشمال السوري إلى كافة دول العالم.

الإعلامي عبدالله كليدو مدير راديو فرش يقول لفرش أونلاين:” إنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها باستهداف مبنى الإذاعة، فمنذ بداية الحملة العسكرية على منطقة خفض التصعيد في الشهر الخامس من العام الحالي، تم استهداف محيط الإذاعة بعدة صواريخ عنقودية، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة عملهم في توثيق المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين”.

وعن عمل راديو فرش الحالي يشرح كليدو قائلا:” إنه تم اتخاذ عدة اجراءات من قبل مجلس الإدارة في الإذاعة من أجل أمن وسلامة الكادر العامل بعد الاستهداف الأول، حيث تم تخفيض أعداد الموظفين من كافة الأقسام والاعتماد بشكل كبير على المراسلين المتواجدين في كافة المناطق المحررة، وبالنسبة للعمل الحالي فإن الإذاعة لا تزال تعمل بموجب خطة طوارئ كفرنبل”.

وعن قصف نظام الأسد لراديو فرش، اعتبر كليدو بأن “الهدف من وراء ذلك إسكات وتغييب صوت الحقيقة التي تعمل الإذاعة على نشره وإيصاله إلى الرأي العام الدولي منذ تأسيسها في مدينة كفرنبل، حيث كانت تعمل على توثيق كافة المجازر والانتهاكات بحق المدنيين، كما وكانت منبراً لكافة نشطاء الثورة السورية”.

وأكد الكليدو بأن “هذا القصف لن يمنعهم من مواصلة عملهم في فضح وتوثيق كافة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات نظام الأسد وداعميها دولتا العدوان الروسي والإيراني”.

وتأسست راديو فرش في منتصف تشرين الأول من العام 2013، في مدينة كفرنبل والتي عملت منذ تأسيسها على تسليط الضوء على معاناة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات نظام الأسد، كما وكانت تعمل على تحذيرهم من أي قصف للطائرات قبل حدوثه.

وتعتبر راديو فرش أحد أبرز الإذاعات المحلية في الشمال السوري، والتي أسسها الشهيد رائد الفارس إضافة لعدد من المشاريع في مدينة كفرنبل، وحققت الإذاعة نقلات نوعية في تغطيتها للأوضاع في سوريا، وتمكنت من المحافظة على استمرارية عملها حتى اليوم رغم توقف جل الإذاعات في المنطقة.

الإعلامي محمد القاسم أحد مراسلي الإذاعة يقول لفرش أونلاين:” إن بدايتي في مجال الإعلام كانت من راديو فرش، حيث أعمل معها منذ تأسيسها حتى اليوم، وبالرغم من كل ما تعرضت له خلال عملي لم أقصر يوماً من الأيام في توثيق ما يتعرض له أهلنا في المناطق المحررة، اليوم يحاول نظام الأسد إسكات صوتنا بقصفه لمبنى الإذاعة، متناسٍ بأننا أصحاب قضية عادلة سنبقى نسعى ورائها حتى نتحرر من العبودية”.

وفي هذا العام فازت راديو فرش بجائزة عالمية، حيث منحت منظمة “One World Media” جائزتها السنوية الخاصة للراديو السوري لراديو فرش، وهي جائزة فريدة تحتفل بمؤسسة إعلامية مستقلة بالكامل.

وتعتبر راديو فرش إحدى المشاريع التابعة لمنظمة اتحاد المكاتب الثورية التي أسسها الشهيد الراحل رائد الفارس مع عدد من النشطاء الثوريين في الخامس عشر من شهر تشرين الأول / أوكتوبر من العام 2013.

إعداد حمزة العبد الله (إدلب – سوريا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى