تقارير

صندوق “استخلاف غازٍ في أهله”.. مبادرة في مدينة كفرنبل يطلقها ناشطون محلِّيون

مع اقتراب الثورة السورية دخولها عامها الثامن، وفي ظلِّ تقاعس المجتمع الدُّولي عن تقديم الدَّعم الكافي للشعب السوري والذي انحصر بجهات بعينها، كان لابدَّ من انطلاق مبادرة تغيِّر من مصير المقاتلين الذين ارتهنوا في قتالهم للراتب المقرون بأجندات خارجيَّة، رغم تأخرها.

صندوق “استخلاف غازٍ في أهله” مبادرة أطلقها ناشطون في مدينة كفرنبل بريف إدلب، تهدف إلى جمع تبرُّعات مادِّيَّة أو عينيّة، ليتمَّ توزيعها على المقاتلين المرابطين في نقاط الجبهات، دون استثناء أي فصيل يذكر.

“نزار الزعتور” رئيس لجنة متابعة أمور الصندوق لفرش أونلاين: “الفكرة ببساطة جمع أكبر عدد من الأعضاء بحيث يتبرعوا شهرياً كل بحسب امكانيته وتتراوح قيمة التَّبرعات من 1000 ل.س فما فوق بحيث يصبح لدينا وارد شهري للصندوق، ويهدف المشروع إلى تقديم المساعدة للمقاتلين خصوصاً من ليس لديهم دخل، بالإضافة لفتح مجال أمام المدنيين الذين لا يستطيعون القتال بأنفسهم فيقدمون المساعدة المالية”.

وأضاف الزعتور: “نأمل من الله أن ينتشر المشروع ويتعمم على كامل المناطق المحررة، وينتشر في كل قرية أو مدينة لتأمن دخل ثابت للمرابطين وأن لا يكون الأمر المادِّي مانع لأي شخص يرغب بالخروج لنقاط القتال”.

وتمَّ جمع مبلغ يزيد عن مليون ومئتي ألف ل.س مع انطلاق الحملة منذ 20 يوماً، تمّ توزيعها على ما يزيد عن المئة مقاتل ينضمون لعدّة فصائل عسكرية في محافظة إدلب (جيش إدلب الحر، هيئة تحرير الشام، جيش العزَّة، جيش النخبة وأحرار الشام)، كما تمَّ توزيع مواد عينيّة تبرع بها بعض المدنيين في المدينة.

“عبد الله الحسيني” مسؤول أوضاع المقاتلين وأحد أعضاء اللجنة المكلَّفة بدراسة وضع المقاتلين المستفيدين من الصندوق لفرش أونلاين: “انطلقت الفكرة من الحاجة الماسَّة الَّتي تواجه بعض المقاتلين، من ضيق مادِّي وعدم التَّفرغ للعمل في ظلِّ الهجمة الشَّرسة الأخيرة لقوَّات الأسد على ريفي حماة وإدلب، وضعنا معايير للمستفيدين وتم ترتيبهم “الأولى فالأولى”، كما شملت جميع المقاتلين المنتسبين لفصائل مختلفة وحتَّى المقاتلين المستقلين، دون التَّمييز بين فصيل وآخر”.

وأكّد الحسيني: “في حال تمَّ زيادة عدد المتطوِّعين ما يعكس إيجاباً على زيادة القيمة المادِّية للصندوق، الأمر الذَّي يسمح بزيادة عدد المستفيدين ضمن الإمكانيَّة، ونتمنى أن تنتشر الفكرة في جميع المناطق المحررة، بهدف اكتفاء المقاتلين داخليَّاً وعدم الحاجة للأموال الدَّاخلة من الخارج والَّتي تفرض سياساتها وأجنداتها”.

أحد المستفيدين من الصندوق لفرش أونلاين: “تفاجأت عند قدوم أشخاصٍ أعرفهم من مدينتي كفرنبل ليعلموني أنَّ اسمي ضمن الأسماء التي تم طرحها ليكون من المستفيدين من صندوق تمَّ تأسيسه في المدينة لمساعدة المقاتلين المرابطين ذو الإمكانيَّات المادِّية الضعيفة، تمَّ تسليمي مبلغ مادِّي بالإضافة لموادَّ عينيَّة تخفف من ضيق العيش الّذي أعانيه”.

مبادرة تلو مبادرة تميَّزت بها مدينة كفرنبل، كانت كافية لتثبت مدى قيمة هذه المدينة المنتفضة ضدَّ نظام الأسد، بدأتها بمظاهرات ولافتات وأكملتها بتقديم الشُّهداء في ساحات القتال، لتكتمل بهذه المبادرة لوحة رسمها المقاتلون وأكملها المدنيون في وقوفهم إلى جانب إخوتهم الَّذين جعلوا من أجسادهم دروعاً للذَّود عن الدِّين والأرض والعرض.

 

كفرنبل-محمد السطيف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى