حياة شهيد

الشهيد ماجد محمد العمر.. اختلطت دماؤه بدماء رفاقه ورحلوا بعد أن أنقذوا المئات من الأرواح

الشهيدُ “ماجد العمر” من أبناء بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي، ولد في عام 1993، واستشهد في السابع والعشرين من شهر نيسان 2017، متزوجٌ ولديه طفلةً لم يهنئ برؤيتها ليهنئ بالشهادة.

ولد ماجد في بلدة قمحانة ونشأ وترعرع فيها ضمن عائلةٍ تتألفُ من ستَّة أشخاص، درس في مدارسها حتَّى دخل جامعة حمص فرع هندسة ميكانيك مركَّبات بعد تفوقه في المرحلة الثانوية.

ومع اندلاع الثورة السُّوريَّة كان ماجدٌ من الناشطين في البلدة وشارك في العديد من المظاهرات المندَّدة بإسقاط نظام الأسد، وبالرغم من صغر سنَّه كان له نشاطٌ ملحوظٌ في الحراك الثَّوري.

اعتقل ماجد مرتين، المرةُ الأولى كانت قبل خروجه من بلدته، والمرة الثانية كانت بعد خروجه منها، وتمَّ الإفراج عنه بعد دفع مبالغ ماليَّة كبيرة لبعض المسؤولين في نظام الأسد.

انتسب ماجد إلى عدَّة فصائل ثوريَّة وشارك في معظم معارك ريف إدلب وحماة، وتعرص للإصابة أكثر من مرة ما حرمه من حمل السِّلاح، لكنَّه لم يستسلم فانتسب إلى منظومة الإسعاف وبدأ يعملُ في إسعاف المصابين من المعارك والقصف.

وفي السابع والعشرين من شهر نيسان 2017 كان ماجدٌ في مهمَّةٍ إنسانيَّةٍ بريف حماة الغربي فسمع على الأجهزة اللاسلكيَّة نبأ استهداف طيران العدوان الروسي مقر منظمة الإسعاف التي يعملُ بها، فعاد مسرعاً إلى مقرِّ عمله فوجد الدمار والخراب داخل المقر وسمع أصوات استغاثة رفاقه العالقين في الداخل لإنقاذ من تبقى منهم، لكن الغارة التالية كان له نصيب منها فاختلطت دماؤه بدماء رفاقه الّذين كانوا سباقين في انقاذ المئات من الأرواح البريئة.

“ضياء العمر” شقيقُ الشهيد يقول لفرش أونلاين:” رغم صغر سنِّ أخي لكنه سبقني في ركب الثورة، وكان سبَّاقاً في مساعدة الناس والمساكين، خبر استشهاده كان كالصاعقة، لقد فقدت أخي الصغير والرجل الكبير الّذي أعانني خلال إصابتي وهو من تحمل أعباءً كبيرةً رغم سنَّه الصغير”.

“محمد” أحدُ أصدقاء ماجد في حديثٍ خاصٍّ لفرش أونلاين:” تعرَّفتُ على ماجد بعد أن سكن في مدينة كفرنبل، كان ذو أخلاقٍ عاليةٍ وقلبٍ مرهفٍ إضافةً لابتسامته التي لا تفارقه منذ أن عرفته حتى فارقته”.

هكذا رحل الثائر الصغير بعد أن شارك في تحرير معظم المناطق بريف إدلب وحماة، وأسعف الكثيرين، تاركاً خلفه زوجة لم تهنأ بلقائه وطفلةً لا تعرف عنه إلا صوره الجميلة وسيرته الحسنة.

محمد العباس (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى