تقارير

لتعزيز الواقع التعليمي.. افتتاح معهد لتأهيل المدرسين بريف حلب

شهد افتتاح معهد متوسط لإعداد المدرّسين في مدينة صوران بريف حلب الشمالي، إقبالًا كبيرًا من قبل الطلاب، حيث وصل عدد المسجلين فيه إلى 280، بعد قرابة الشهرين على افتتاحه.

وبعد عدة مسابقات أجراها المكتب التعليمي لمديرية التربية في مدينة صوران، تبين أن هناك حاجة ماسة لفتح معهد إعداد مدرّسين في المنطقة.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، قال مدير معهد صوران لإعداد المدرسين، مالك نعناع: “لوحظَ أن صوران والمناطق المحيطة بها تحتاج بشكل كبير إلى العديد من الشهادات والاختصاصات في المدارس”، مشيراً أن العدد الأكبر من المتقدمين للمعهد هم من حملة الشهادات الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي، ومنهم يحمل الشهادة المهنية كالزراعة والصناعة.

وأضاف نعناع: “أنه مع ملاحظة كثرة الشهادات، تمت اللقاءات مع المعنيين في وزارة التربية والمعاهد، الأمر الذي لاقى استجابة واسعة وعلى إثر ذلك تم افتتاح المعهد، وبناءً على هذه المعطيات نجد أننا أمام تحدي شديد وهو تأهيل الشبان المدرسين الجدد”.

وأوضح، أن المعهد مؤلف من 8 شعب، 3 منها لإعداد معلمي الصف، و3 منها للغات الإنكليزية، والعربية، والتركية، وشعبة منها للعلوم، وأخرى للرياضيات، كل شعبة تضم حوالي 35 طالب وطالبة.

وأردف، “كنا آملين في افتتاح شعبة للفيزياء والكيمياء، لكن يصل العدد الأدنى لافتتاح شعبة إلى 50 طالب، إلا أن العدد المتقدمين وصل فقط لحوالي 14 طالباً” مضيفاً أنهم يعملون جاهدين لرفع سوية الطالب العلمية في الفترة البسيطة التي مدتها سنتان فقط، ومن خلالها يستطيع الأستاذ نقل المعلومة للأطفال بشكل جيد.

وعن النفقات التشغيلية للمعهد، أشار مدير معهد إعداد المدرسين، إلى أنها تتم عن طريق أقساط الطلاب بمعدل 100 دولار أمريكي سنوياً لكل طالب، وتقدم مؤسسة “نداء” دعم للطلاب العاملين في قطاع التعليم (حملة الشهادة الثانوية)، وهذه المنحة استفاد منها طلاب معهد صوران ومعهد مارع ومعهد تل رفعت، وبعض المعاهد القديمة.

وتابع، ساهمت هذه المنحة بشكل إيجابي في توافد الطلاب إلى المعهد، حيث نستطيع القول إن حوالي 45% من طلابنا هم من حملة الشهادة الثانوية والعاملين في قطاع التعليم، وتعتبر هذه الطريق غير مباشرة في رفع سوية الطلاب بشكل عام في المعهد.

وعن أهم الصعوبات التي تواجه معهد صوران والمعاهد الأخرى والجامعات، هي المواصلات في غياب النقل الداخلي العام وغلاء أجورها، إلا في بعض المجالس التي توفر بعض الحافلات في بعض الأماكن العامة، متمنياً توفير حافلات بتواتر مستمر ابتداءً من جرابلس ووصولاً لعفرين، ومشكلة طباعة الأوراق للطلاب، وخسارة الطلاب لدراستهم بسبب اجتياح نظام الأسد مناطقهم

ولفت نعناع، إلى أن إدارة المعهد تقوم بدفع كلفة المواصلات للطالب الذي يقطع مسافات كبيرة للوصول إليه، وقمنا بتأمين طابعة للمعهد تأخذ أجور رمزية فقط، كما قاموا بتأمين جليسة أطفال لأبناء الطلاب في حال تواجدهم في المعهد.

ونوه أنهم يعملون ضمن منظومة من ثلاثة حدود، أولاً جودة التعليم مشروع متطور بالتنسيق مع جامعة حلب، المحاولة بجد تحقيق الراحة للطالب بشكل جيد، مختتماً حديثه “الأمور تسير بشكل جيد، وأتمنى للطلاب التوفيق في مسيرتهم التعليمية وفي حياتهم، ونتمنى لراديو فرش النجاح في مسيرتهم المهنية”.

ولا تزال أعداد المدرسين في حلب وريفها خاصة والشمال السوري عامة تستمر بالتناقص بشكل كبير، بسبب الظروف العصية على الحل التي تعترض عملهم، الأمر الذي أجبرهم على الهجرة إلى خارج البلاد، بالتزامن مع توقف بعضهم بسبب غلاء المعيشة وقلة الأجور وإغلاق المدارس.

لكن حب التدريس ورغبة بعض الشباب في المساهمة لإنقاذ جيل كامل مُنع من حق التعلم بريف حلب، كانا سببين لإنشاء ما يسمى بمعهد إعداد المدرسين والمعلمين في ريف حلب الشمالي، وهو ما دفع الحكومة المؤقتة لإعادة افتتاح معاهد لتأهيل المدرسين

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى