تقارير

لدعم استمراريته.. مبادرة شعبية في مدينة أريحا تهدف لدعم التعليم جنوبي إدلب

أطلقت هيئات المجتمع المدني في مدينة أريحا جنوبي إدلب مبادرة شعبية تهدف إلى دعم استمرار العملية التعليمة في المدينة ومنطقة جبلي الأربعين والزاوية جنوبي المحافظة، نظراً لوجود مئات الكوادر التعليمية التي تعمل بشكل تطوعي منذ أشهر، وبعضها يعمل منذ سنوات.

وتقوم المبادرة على جمع التبرعات المالية من قبل المواطنين والتجار والمغتربين من أبناء المناطق المذكورة آنفاً والمعلمين المكفولين من قبل المنظمات الإنسانية، وإيداعها في صندوق تحت إشراف مجمع أريحا التربوي بهدف مساعدة المعلمين والمعلمات الذين يعملون بشكل تطوعي، بحسب ما ذكره مدير المجمع لفرش.

وقال ياسر حورية مدير مجمع أريحا التربوي لفرش، إن المبادرة الشعبية التي أطلقتها هيئات المجتمع المدني تأتي استكمالاً لفكرة مشروع مماثل قام بطرحه عدد من مدراء المدارس في مدينة أريحا والبلدات التابعة لها وقرى وبلدات جبل الزاوية لتشكيل لجان في تلك المنطقة لجمع التبرعات من قبل المكفولين من قبل المنظمات الإنسانية”.

وأضاف، “يجري حالياً العمل على توحيد كافة اللجان المشكلة في المدينة وقرى وبلدات جبل الزاوية وبلدة محمبل وفق لجنة واحدة لكافة اللجان يشرف عليها المجمع التربوي في المدينة، لجمع التبرعات وتوزيعها على المتطوعين والمتطوعات من قبل المعلمين”.

وأوضح “حورية”، أن المبادرة التي طرحها مدراء المدارس في منطقة أريحا، فردية تهدف إلى مساعدة المعلمين والمعلمات المتطوعين بدخل مادي يعينهم في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعصف بالمنطقة نتيجةً لغلاء الأسعار بشكل كبير يفوق قدرتهم المالية.

وأشار، “أن المجمع التربوي في المدينة سيقوم بدوره بالإشراف على اللجنة الموحدة والتواصل مع المنظمات والجمعيات الإنسانية ووجهاء المناطق لحثهم على المساعدة بدعم المتطوعين في حال الإمكان”.

وتمر العملية التعليمية في منطقة جنوبي إدلب، وخاصةً منطقة أريحا بالكثير من الصعوبات تتمثل بقلة الدعم المالي المقدم من قبل المنظمات الإنسانية، وتضرر الكثير من المدارس نتيجة الأعمال العسكرية، ووجود أعداد كبيرة من المتطوعين، الأمر الذي يهدد مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب نظراً لعدم قدرة المعلمين من الاستمرار في التدريس في حال لم يتم إيجاد حل لمشاكلهم المرتبطة بالدخل الشهري.

ولا تقتصر مشكلة عدم وجود دخل شهري للمعلمين والمعلمات على أبناء المنطقة، بل يتواجد عشرات المعلمين المهجرين الذين يقطنون المنطقة ويعملون في القطاع التعليمي.

وقال محمود (مدرس لغة إنكليزية) وهو مهجر من بلدات جنوبي إدلب لفرش: “إنه يعمل بشكل تطوعي منذ بداية العام الدراسي الحالي، ويواجه صعوبات اقتصادية ومعيشية صعبة نتيجةً لعدم وجود دخل شهري يعينه على تحمل تكلفة المعيشية المرتفعة في المناطق المحررة، وما ترافق معها مؤخراً من انهيار سعر صرف الليرة التركية والارتفاع الحاد بأسعار كافة المواد”.

وأضاف، أن عمله في التدريس لا يسمح له بإيجاد عمل بديل يساعده على توفير دخل مادي لعائلته نتيجة لطبيعة الدوام الإدارية.

ورحب محمود بالمبادرة الشعبية التي أطلقتها مكونات المجتمع المدني في مدينة أريحا، معرباً عن أمله أن توفر تلك المبادرة مدخولاً شهرياً للمعلمين والمعلمات المتطوعين علها تلبي جزءاً من احتياجاتهم الأساسية خلال فصل الشتاء. 

وسيعمل المجمع التربوي في أريحا على التنسيق بين كافة اللجان المتواجدة في المنطقة وتزويدها بكامل الإحصائيات التي توثق أعداد المعلمين والمعلمات الغير مكفولين من قبل المنظمات الإنسانية، وفقاً لـ “حورية”.

وتشير إحصائيات مديرية التربية والتعليم في إدلب، إلى أن عدد الكوادر المتطوعة في المحافظة يبلغ 5707، إضافةً لوجود أكثر من 400 مدرسة تعمل كوادرها بشكل تطوعي، فيما يبلغ عدد الطلاب في تلك المدارس 130 ألفاً و44 طالباً، كما ويزيد عدد المتسربين من الأطفال الذين لا يتلقون التعليم 145 ألفاً.

وبالنسبة لمنطقة أريحا تشير إحصائيات المجمع التربوي إلى وجود أكثر من 930 معلم ومعلمة يعملون بشكل تطوعي منذ بداية العام الدراسي الحالي 2021-2022، الأمر الذي سينعكس سلبياً على الطلاب وسيؤدي إلى فشل العملية التعليمية.

وكان ناشطون قد أطلقوا خلال الشهر الحالي، حملة إعلامية على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “ادعموا تعليم إدلب” لتسليط الضوء على واقع العملية التعليمية المتدهور ولحث الجهات الحكومية المسؤولة عن ملف التعليم والمنظمات الإنسانية المحلية منها والدولية على دعم القطاع التعليمي.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى