مدونة المرأة

معاناة العمل في الظروف الصعبة

أبلغُ من العمر 35 عاماً، من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، متزوجة ولدي ولدان، مقيمةٌ في منزلٍ صغيرٍ قريبٍ من منزل أهل زوجي.

 زوجي غير حاصل على أي شهادة وقد أجبره ذلك على أن يكون عامل، كانت أحوالنا المادية سيئة جداً كوننا نعيش ما يتقاضاه من أجره اليومي.

ومع بداية الثورة في سوريا أصبحت ظروفنا أصعب بكثيرٍ مما كانت عليه وخاصة مع بداية القصف الشديد التي كانت تقوم به قوات الأسد، الأمر الذي زاد الطَّين بلَّة فقلَّ العملُ وساءت الأحوال، حتى أصبح زوجي يعملُ في مجال الزراعة بعقدٍ يمتدُ لعدة أشهر، ضاقت بنا الدنيا بما رحبت وبدأ ولداي يكبران وأصحبت احتياجاتهم أكثر ولا حول ولا قوَّة لنا مع ارتفاع الأسعار وقلَّة العمل.

ومع ذلك بدأ طيران الأسد الحربي يستهدفُ المدينة بشكل مكثف، كنت أخاف على عائلتي وخاصة زوجي الذي كان يخرجُ يوميَّاً للبحث عن عملٍ يؤمن لنا متطلبات المنزل دون أن نطلب مساعدة أحد، حتى قرر أن يبيع الذرة الصفراء في أحد شوارع المدينة.

وبعد فترةٍ قصيرةٍ استهدف الطيرانُ الحربي الشارع الذي يعمل فيه زوجي، فأسرعتُ باتجاه المكان وإذ بزوجي ملقىً على الأرض ومن حوله دماء الأهالي وجثثهم سعُدت بسلامة زوحي وتفطَّر قلبي على المدنيين الَّذين استشهدوا بالقصف الجوي.

وفي يومٍ من الأيام عرض ولدي على زوجي أن يقوم بإحضار مبلغٍ من المال من أحد أصدقائه لكي يقوم ببيع البنزين أمام المنزل كونه على الطريق العام، كانت بداية العمل لا بأس بها لكن بعد فترةٍ وجيزةٍ تغيرت الأحوال بسبب انقطاع الطرقات نتيجة المعارك الدائرة بين قوات الأسد والجيش الحر، فعاد زوجي للبحث عن عملٍ يؤمن لنا قوت يومنا في ظل الحرب والظروف القاسية.

(صبحية البيوش)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى