غير مصنف

ممسحة أقدام.. بين طهر حاملها وقذارة ملاحقيها

في بلدٍ غُصَّت طرقاته بالنفايات، وبات أمراء الحرب يتحكمون بتفاصيل الحكم والأمن، دون رقيب أو حسيب ولا حتى محاسبة من قضاء هو أبعد عن المهنية من أي وقت كان.

أحمد الزعبي طفل سوري لاجئ في لبنان اعتاد الضرب والهرب والاعتقال، وجد مقتولاً، ومرميَّاً في “منور” أحد المباني في العاصمة اللبنانية بيروت، دون وجود ملامح حقيقة لوقوع حادثة توفي على إثرها الطفل.

لتَكشف فيما بعد كاميرة مثبتة على حائط جامع بالقرب من الشارع الذي كان الطفل يعمل فيه كماسح للأحذية.

جريمة قتل اجتمع عليها بعض من رجال الأمن اللبناني، بعد مطاردة الطفل والإمساك به، ليقوموا برميه في أحد مناور مبنىً بالقرب من الحادثة، ويخرجون من البناء وهم يشعرون بلذة نصر على طفل صغير اقتصر أكبر أحلامه على أن يعود للمنزل بقوت يوم أهله.

كلاب علا صوت نباحهم وغُرزت أنيابهم في جلد طفل غض، استكثروا عليه بقعة صغيرة على الرصيف المزدحم بنفاياتهم التي عجز كبار قادتهم عن التعامل معها، في دولة تساوى فيها المسؤولون مع فضلاتهم المرمية على الطرقات في القدر والقيمة.

دون حياء أو خجل أصدرت بلدية بيروت بياناً، وصفه ناشطون ببيان العار، زعمت من خلاله أن الطفل كان يسرق صناديق الزكاة والصدقات الموضوعة في مواقف السيارات قرب فندق “البريستول” وسط بيروت، واصفة إياه بـ “ماسح الأحذية”.

وسط حالة من الخوف تتخلل نفوس اللاجئين السوريين في لبنان، من عمليات قتل وتحرش وممارسات عنصرية، لم تقف حكومة لبنان موقف المتفرج فحسب بل دعمت هذه الممارسات وأبدت ولائها المطلق لحاكم لبنان والشام بشار الأسد.

 

محمد السطيف (كفرنبل_إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى