تقارير

نبع السلام تواصل تقدمها على الأرض… ردود دولية وعربية غاضبة وإصرار تركي على الاستمرار

يواصل الجيش الوطني بالاشتراك مع الجيش التركي تقدمه الميداني في منطقة شرق الفرات على حساب ميليشيا سوريا الديمقراطية “قسد” في إطار عملية نبع السلام.

وتدخل العملية يومها السابع على التوالي في ظل تواصل التقدم في أرياف الرقة والحسكة والسيطرة على عشرات القرى والبلدات، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني مدعومة بالجيش التركي من السيطرة على مركز مدينة تل أبيض والمناطق المحيطة بها يوم أمس بعد معارك عنيفة خاضتها مع ميليشيا “قسد”.

وفي تعليقه على عملية نبع السلام قال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود لفرش أونلاين: “إن عملية نبع السلام تسير وفق الجدول الزمني المخطط لها، حيث تواصل قواتنا تقدمها على حساب ميليشيا الأحزاب الانفصالية “الإرهابية”، وبلغت حصيلة المدن والبلدات التي تم تحريرها قرابة الخمسين منطقة منذ بداية العملية”.

وأضاف حمود “بأن عملية نبع السلام تهدف إلى تخليص المدنيين من كافة الطوائف والمذاهب من خطر التنظيمات الانفصالية التي عملت على تغيير البيئة الديمغرافية في منطقة شرق الفرات، كما وتهدف إلى السيطرة على المدن والبلدات الممتدة على طول الحدود من عين العرب إلى الحدود العراقية وبعمق يتراوح بين 30 إلى 35 كم في المرحلة الأولى”.

وأكد الحمود بأن السيطرة على منطقة شرقي الفرات سيكون له أثار إيجابية على الصعيدان السياسي والعسكري للثورة السورية والذي من شأنه زيادة مساحة المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني ابتداء من منطقة غضن الزيتون مرورا بدرع الفرات وانتهاء بنبع السلام.

ونفى الحمود ما يشاع عن دخول ميليشيا النظام إلى مدينتي منبج وعين العرب، واعتبرها مشابهة لما حدث أيام معركة عفرين، كما ونفى صحة ما يتم تداوله على وجود مقايضة تركية-روسية في إدلب ومنطقة شرقي الفرات واعتبر الملفان منفصلان عن بعضهما البعض.

وتتوسع رقعة المناطق المسيطر عليها في منطقة شرقي الفرات منذ إعلان وزارة الدفاع التركية بداية عملية نبع السلام في التاسع من شهر أكتوبر الحالي، وتهدف العملية بحسب محللين ومراقبين إلى زيادة رقعة الأراضي التي يسيطر الجيش الوطني لتعزيز موقف المعارضة السورية والجانب التركي في أي مفاوضات مستقبلية من شأنها فرض حل سياسي في البلاد.

العميد والمحلل الاستراتيجي محمد فايز الأسمر يقول لفرش أونلاين: “إن عملية نبع السلام مهمة للغاية لكل من الحكومة التركية والمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري فهي ستعزز الأوراق التفاوضية للجانب التركي أمام كلا من روسيا وإيران وسيزيد من رقعة المساحات الجغرافية التي يسيطر عليها الجيش الوطني، وسيوحد القرار السياسي والعسكري للمناطق المحررة”.

وأضاف الأسمر “بأن عملية نبع السلام ستكون جسرا للسلام بين مكونات الشعب السوري عربا أم أكراد مسلمين أو مسيحيين وستنهي أحلام الميليشيات الانفصالية بتشكيل كيان منفصل عن الأراضي السورية، كما ستكون موطنا لمئات الآلاف من النازحين في مخيمات اللجوء في تركيا أو المناطق الحدودية”.

وفي تعليقها على سير المعارك في منطقة شرقي الفرات، صرحت وزارة الدفاع التركية على موقعها على توتير “بأن العملية تسير وفق المخطط لها، بالإضافة إلى تحييد قرابة 550 عنصر من ميليشيا سوريا الديمقراطية”.

ويواصل الجيشان التركي والوطني إرسال التعزيزات العسكرية بشكل شبه يومي إلى المناطق الحدودية مع شرقي الفرات لرفد القوات التي تقاتل بعناصر وأسلحة جديدة.

ولاقت عملية نبع السلام ردود أفعال دولية وعربية منددة وغاضبة، حيث استنكرت عدة دول أوربية وعربية العملية العسكرية المشتركة وطالبت الحكومة التركية بإيقافها بشكل مباشر، واعتبرتها جامعة الدول العربية في بيان لها ب “العدوان” الصارخ ضد أراضي دولة مستقلة.

وتهدف الحكومة التركية من خلال عملية نبع السلام إلى توطين أكثر من مليون لاجئ سوري يقطنون المخيمات داخل الأراضي التركية.

وتأتي العملية العسكرية بعد تعثر المفاوضات “التركية-الأمريكية” الخاصة بإقامة المنطقة الآمنة في ظل تضارب واختلاف الآراء ووجهات النظر حول كيفية إقامتها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في التاسع من شهر أكتوبر الحالي إطلاق عملية نبع السلام للسيطرة على منطقة شرقي الفرات.

إعداد حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى