مدونة المرأة

هلا تؤسس مراكز لتمكين المرأة في ريف حلب

بعد أن سيطرت داعش على مدينة الرقة عام 2014، نزحت الناشطة هلا (35 عاماً) من الرقة إلى المناطق المحررة في ريف حلب الشمالي، إلى أن استقر بها المطاف في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الفصائل الثورية والجيش التركي.

وهلا متزوجة ولديها أربعة أولاد، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة، وتتحدث عن نشاطها في توعية النساء قائلة:

“في بداية نزوحي إلى ريف حلب الشمالي كانت النساء لا تخرج من المنازل معتقدات أنه يجب ألا تخرج المرأة وتعمل، وإنما فقط عليها أن تكون مربية في منزلها، ثم بدأت أفكر كيف أستطيع إخراج هؤلاء النسوة وإقناع المجتمع بأنه بإمكان المرأة الخروج والعمل وبناء وتطوير المجتمع”.

وتضيف: “أول مشروع ساهمت في تأسيسه هو مشروع دار إبداع المرأة في قرية تركمان بارح في ريف حلب الشمالي، كان مشروعاً رائعاً جداً، وأول خطوة قمت بها هي افتتاح مركز نسائي في القرية لتمكين المرأة من الناحية الاقتصادية بالإضافة للدعم النفسي”.

لدى هلا طموحات واسعة في تغيير المرأة لتكون عضواً فعالاً في المجتمع، وهي تحاول إخراج المرأة من الجو الذي تعيشه، مواجهة تحديات جمة، وتشرح ذلك قائلة:

“واجهنا كثيراً من التحديات والصعوبات، كانت المرأة في ذلك الوقت لا تستطيع الخروج بسبب تأثرها بأفكار داعش، قمت بافتتاح مركز، بدأت انتظر قدوم النساء يوماً تلو الآخر ولم يأتِ سوى عدد قليل، كان لدي أنشطة كثيرة ولكن عدد النساء حوالي العشر نساء فقط”.

وتتابع: “في الأسبوع الثالث رأيت أنه يجب أن أتحرك وأتواصل مع الأهالي بشكل مباشر من أجل تكسير تلك القيود بين النساء لتقوية النساء وإقناع أهلهن للخروج من منازلهن، فبدأت بالزيارات الميدانية، أطرق الأبواب على المنازل وأحث النساء على العمل، والحمد لله كانت تلك الفكرة فعالة وبدأ عدد النساء يتزايد حتى وصل إلى نحو ستمئة امرأة”.

وتتحدث هلا عن تنظيمها لتدريب الوافدات إلى مركزها قائلة: “كان الدوام من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً، قمت بتقسيمهن إلى مجموعات واستقطاب كادر معلمات كانت لديهن إمكانيات كبيرة”.

ولم تكتفِ هلا بمشروع واحد بل بدأت تخرج إلى البلدات المجاورة لفتح مراكز أخرى وتقول:

“بعد تركمان بارح استهدفت منطقة اسمها الزيادية، فتحت نفس المشروع لتمكين المرأة وتعزيز ثقتها بنفسها وذاتها، هنا بدأ حلمي يكبر أن يكون هذا المعهد بكل المناطق وكسر الحاجز عند كل النساء في المحرر”.

ثم انطلقت هلا إلى بلدة بزاعة في المنطقة نفسها (ريف حلب الشمالي) وتقول:

“أول خطوة قمت بها هي الدخول إلى المجلس المحلي للبلدة، وقمنا بتأسيس معهد التعليم الشعبي فيها، قمنا بتنزيل إعلان للنساء اللواتي يردن أن يتعلمن وبالفعل كان إقبال النساء جيداً ووصل العدد إلى ٧٥٠ امرأة، تم تقسيمهن على ثلاثة أشهر، وبدأ المعهد يتنشط على مستوى المنطقة كلها، وبعدها أنشأت فريق سحابة وطن، وهو عبارة عن تجمع مدني نسائي لتفعيل وتطوير المرأة وتمكينها من جميع النواحي النفسية والاجتماعية بالإضافة للتعليم”.

ياسمين وهي إحدى المستفيدات من مشاريع هلا تقول: “هلا هي امرأة طيبة وحنونة لها شخصية قوية وطموحة قادرة على مواجهة ظروفها بأبسط الإمكانيات، بفضل هلا أصبحت حياتي أجمل وأتمنى لها التوفيق في عملها”.

وشاركنا الحديث زوج هلا مادحاً إنجازاتها وقال: “زوجتي امرأة مجدة، وهي محترمة ومثقفة وقوية، بإصرارها استطاعت تحقيق حلمها، أتمنى لها التوفيق والسعادة”.

وامتد نشاط هلا إلى مخيمات النازحين في المنطقة نفسها، وتشرح ذلك قائلة: “قمنا بتأسيس حملات تهدف إلى تدريب وتأهيل الأمهات من الناحية الصحية ضمن المخيمات، ثم انتقلنا إلى مدينة إعزاز وعملنا في مخيم أهل الشام، وكذلك مخيم الكئيبة الذي أنشأت فيه مشروع تعليم مهني للنساء، ومن خلاله استطاعت النساء إثبات وجودهن، ثم انتقلنا إلى تل عار، وكان له قصة نجاح كبيرة استطعنا من خلالها تفعيل عدد كبير من النساء النازحات”.

تتمنى هلا أن تتمكن المرأة السورية من إثبات نفسها وأن تساهم في بناء سوريا الجديدة التي تسودها الحرية والعدالة والمساواة وتقول:

“الحمد لله كان لتهجيري من مكان إلى آخر فوائد كثيرة لي وللمرأة السورية، فقد تم تأهيل مئات النساء السوريات في المناطق المحررة، وأصبح لدى كثير منهن مشاريع خاصة، أتمنى أن تمتد تجربتنا إلى كافة المناطق السورية”.

إعداد: محمد مسلم عبيدو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى