تقارير

أطفال سوريا الضحية الأكبر لجرائم نظام الأسد.. حرمان من أبسط الحقوق تسول وعمالة وتشريد

يستيقظ “بلال برهوم”، طفل في الرابعة عشرة من عمره صباح كل يوم، لينطلق إلى عمله في إحدى المصانع بالقرب من بلدة “بروما” القريبة من مدينة إدلب.

يسير إلى نقطة انطلاق الحافلة التي تقله مع أصدقائه، وفي أثناء تلك المسافة يمر من أمام عدد من المدارس التي حرمته حالة عائلته المادية من متابعة تحصيله العلمي.

وبعد ما يقارب الربع ساعة يصل إلى نقطة الانطلاق، لتبقى صور تلك المدراس حاضرة في ذاكرته طيلة اليوم، يقول بلال أنه بدلاً من حمل حقيبته المدرسية صباح كل يوم، يضطر إلى حمل زوادته والتوجه للعمل من أجل مساعدة والده العاجز الذي أصيب بقصف جوي سابق على بلدته في جبل الزاوية، قبل نزوحهم إلى مدينة إدلب.

تنطبق حالة بلال على آلاف الأطفال في سوريا ممن يعملون لمساعدة عائلاتهم بسبب فقدان الوالد أو عجزه أو نتيجة تردي الحالة المادية.

محمد درويش، طفل في الثالثة عشرة من عمره، مهجر من مدينة حمص، يخرج في الصباح ليعمل في بيع المناديل الورقية أو الخبز للحصول على بضع ليرات تركية يؤمن من خلالها الطعام لعائلته نتيجة عدم قدرة والده على العمل.

ويعيش الأطفال في سوريا محرومين من حقوقهم الأساسية مثل التعليم والصحة والحماية من العنف.

ويعتبر الأطفال الشريحة الأكثر تضررا من الصراعات التي شهدتها سنوات الحرب المستمرة التي يشنها نظام الأسد مدعوماً بميليشيات طائفية في سوريا منذ عام 2011.

وخلال سنوات الحرب، تسرب معظم الأطفال في سوريا من المدارس لدعم أسرهم، ويعيشون كضحايا حرب محرومين من الحقوق الأساسية مثل الحياة والصحة والتعليم.

ووفقا لتقرير صادر عن الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين، فإن الأطفال في سوريا يدفعون الثمن الأكبر للحرب.

يقول محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا في حديث خاص لفرش أونلاين :” بالنسبة لمنظمات حقوق الطفل للأسف حتى اللحظة لم تأخذ دورها بشكل كامل وتقتصر برامج بعض المنظمات على الأنشطة العادية مثل حملات التوعية والدعم النفسي والتوعية من مخلفات الحرب، ولكن بشكل عام لم يأخذ المستوى الذي نريد أن نصل اليه”.

وأضاف حلاج “أن عدد الأيتام الموجودين في المنطقة الشمالية الغربية حوالي 197 إلى 198 ألف مع تغير الإحصائية بشكل يومي”.

وتابع قائلا: إن “تأثير الحرب والوضع الحالي للأسف دمر جيلًا كاملًا في التعليم ولم يأخذ حقه أبدًا، بالإضافة يوجد لدينا أكثر 400 وتسعة ألاف في المخيمات من الأطفال حرموا أيضًا من أبسط حقوقهم في الحياة”.

وأوضح حلاج أن عمالة الأطفال في ازدياد كبير بسبب النزوح القسري والعوز المادي، كما أن الزواج المبكر عند الفتيات ظاهرة موجودة في المجتمع لكنها زادت في الآونة الأخيرة بسب معاناة الأسر بشكل كامل.

ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فأن 8.5 مليون طفل في سوريا تأثروا بسبب النزاع الدائر في بلادهم.

ولفت التقرير إلى أن أكثر من 6 ملايين من هؤلاء الأطفال موجودين في سوريا، و 2.5 مليون في دول اللجوء.

وأبرز التقرير أن “8 من كل 10 أطفال في سوريا تأثروا بشكل فعلي جراء النزاعات المسلحة، وأن حوالي 700 ألف طفل يعيشون ظروفًا صعبة للغاية في مناطق النزاعات المسلحة، فيما تسرب مليونا طفل من المدارس داخل سوريا”.

وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وثقت في تقرير سابق لها مقتل 29 ألفا و296 طفلاً على يد الأطراف الرئيسية الفاعلة في سوريا، منذ مارس 2011 حتى حزيران/ يونيو الجاري.

وبحسب تقرير الشبكة الصادر، فإن قوات نظام الأسد والميليشيات التابعة لإيران تتحمل المسؤولية عن مقتل 22 ألفا و853 طفلا، فيما تتحمل روسيا مسؤولية مقتل ألفين و5 آخرين.

ويعيش الأطفال في مناطق الشمال السوري في ظروف استثنائية غاية في الصعوبة نتيجة النزوح القسري، ظروف دفعت الآلاف منهم للعمل في سن مبكرة والتسول لتأمين قوتهم اليومي، لتصبح ظاهرة عمالة وتسول الأطفال من أبرز الظواهر التي تهدد جيلا كامل بضياع مستقبلهم.

وتحتفل منظمة الأمم المتحدة في العشرين من شهر نوفمبر من كل عام بيوم الطفل العالمي، بهدف تعزيز الترابط الدولي وإذكاء  الوعي بين أطفال العالم وتحسين ظروفهم.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى