تقارير

إدلب تحت النار… معارك عنيفة ومخاوف من كارثة إنسانية كبيرة

تدخل الحملة العسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له مدعومة بالطيران الروسي أسبوعها الرابع عشر وسط ظروف إنسانية صعبة يعيشها المدنيون في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

وتشهد مدن وبلدات عديدة مشمولة باتفاقية خفض التصعيد موجة نزوح ضخمة للمدنيين إلى مناطق الشمال السوري هاربين من آلة الأسد العسكرية وطيران الاحتلال الروسي وسط ظروف إنسانية قاسية يعانون منها، حيث تفترش مئات العائلات الأراضي الزراعية دون وجود أي ملجأ يحميهم في ظل غياب المنظمات الإنسانية.

ووثق فريق منسقو استجابة سوريا في بيانه الأسبوعي حصيلة القصف الجوي والمدفعي الذي تعرضت له مدن وبلدات منطقة خفض التصعيد في الشمال الغربي وذلك خلال الأسبوع الرابع عشر من الحملة العسكرية.

الأستاذ محمد محلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا يقول لفرش أونلاين:” تتواصل الحملة العسكرية لقوات النظام مدعومة بالميليشيات الموالية لروسيا وبمساندة طائرات الاحتلال الروسي والطيران المروحي للأسبوع الرابع عشر على التوالي، ولوحظ خلال الأسبوعين الماضين ارتفاع وتيرة القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات شمالي حماة وجنوبي إدلب ما تسبب بارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين إلى 455 وآلاف الجرحى، وبلغت أعداد النازحين من  29 أبريل إلى الثالث عشر من مايو الحالي إلى ما يزيد عن 260 ألف نازح يقطن معظمهم الأراضي الزراعية في ظل ظروف إنسانية صعبة خلال هذه الأيام في شهر رمضان المبارك”.

وأضاف “محلاج”: “إن روسيا ونظام الأسد من خلال هذه العمليات العسكرية يهدفون إلى إفراع المناطق من ساكنيها من خلال الآلة العسكرية وسياسة الترهيب التي يتبعونها من خلال الشائعات المنتشرة عن نيتهم لاقتحام محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها”.

وعن الحملة في أسبوعها الرابع عشر قال “محلاج”:” تعرضت منطقة خفض التصعيد في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي ومؤخرا ريف اللاذقية الشمالي إلى قصف جوي مكثف بالطائرات الحربية والمروحية وبلغت حصيلة المناطق المستهدفة بالطائرات الحربية إلى62 منطقة والمناطق المستهدفة بالبراميل المتفجرة بلغت 27 منطقة، وبالنسبة للمناطق التي استهدفت عن طريق المدفعية الحربية فقد بلغت 55 منطقة، وهو ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين”.

 

وتسببت الحملة العسكرية بخروج عدة مشافي ومراكز طبية بالإضافة إلى مراكز تابعة لمنظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” عن الخدمة بشكل كامل نتيجة استهدافها من الطائرات الحربية الروسية ما ينذر بكارثة إنسانية ستضرب المنطقة نتيجة خلوه من النقاط الطبية.

الأستاذ مصطفى الحاج يوسف مدير مديرية الدفاع المدني في إدلب يقول لفرش أونلاين عن نتائج الحملة الجوية التي استهدفت منطقة خفض التصعيد:” إن الحملة العسكرية الأخيرة تسببت بخروج عدة مشافي ومراكز طبية عن الخدمة ومن هذه المشافي (مشفى كفرنبل الجراحي ومشفى نبض الحياة في بلدة حاس) بالإضافة إلى عدة مراكز طبية في الريف الشمالي من حماة، وكان النصيب الأكبر لمراكز الدفاع المدني، حيث استدفت الطائرات الروسية مركز كفرنبل بعد استهدافه بغارتين جويتين ما أدى إلى أربع إصابات في صفوف المتطوعين  بالإضافة إلى خروج مركز بلدة قلعة المضيق عن الخدمة”.

وأضاف “الحاج يوسف”: بأنهم أوقفوا العمل في عدة مراكز تابعة لمديريتي الدفاع المدني في إدلب وحماة نتيجة تدهور الوضع الأمني في المنطقة.

ونتيجة للحملة العسكرية سيطرت قوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا على عدة قرى وبلدات في ريف حماة الشمالي الغربي، ومن البلدات التي سيطرت عليها كفرنبودة وقلعة المضيق بالإضافة إلى بعض القرى منها الشريعة وباب الطاقة والكركات، فيما تتواصل المعارك والاشتباكات في محاولة من قبل الفصائل الثورية استعادة المناطق التي خسرته بالإضافة لوقف الهجوم على المنطقة.

وتشهد منطقة خفض التصعيد من التاسع والعشرون من شهر نيسان المنصرم ولغاية اليوم تصعيدا عسكريا غير مسبوق من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية له بدعم جوي روسي في مسعى منها للسيطرة على مناطق في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

 

حمزة العبد الله(كفرنبل-إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى