تقارير

اتحاد المكاتب الثورية منظمة تعنى بتطوير الإنسان ورفع قدراته

تسببت الحرب السورية منذ بداياتها بالكثير من التحديات والمشاكل التي أرهقت كاهل المواطن في ظل النقص الحاد في الخدمات الصحية والرعاية إلى تأمين الماء والكهرباء.

ونتيجة للحرب المتواصلة انقطعت الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية وأدى ذلك إلى فراغٍ كبير في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

في تلك الفترة ظهرت العديد من الهيئات والجمعيات التي تتكون بغالبيتها من نشطاء المجتمع المدني، والتي أخذت على عاتقها مسؤولية الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات نظام الأسد.

وخلال تلك الفترة ظهرت في مدينة كفرنبل جنوبي إدلب أول منظمة محلية تعنى بتقديم الخدمات للمواطنين والارتقاء بواقع المدينة والنهوض بشبابها لتطوير أنفسهم من أجل رفد المدينة وما حولها بالخبرات للعمل على الإسهام في التخفيف على المواطنين في تلك المناطق.

المهندس أسامة الأحمد مدير مكتب الدراسات والتخطيط وعضو مجلس إدارة في منظمة اتحاد المكاتب الثورية “URB” يقول لفرش أونلاين : ” إن مدينة كفرنبل والقرى المجاورة لها بعد خروجها عن سيطرة قوات نظام الأسد كانت تفتقر بشكل كبير إلى الخدمات الأساسية، لا سيما بعد توقف الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تأسيس أول كيان محلي من أبناء المنطقة للنهوض بها”.

ويضيف “الأحمد”، أن منظمة اتحاد المكاتب الثورية كانت فكرة في البداية عملها عليها عدة نشطاء في المدينة  ليصار إلى تحويلها إلى أمر واقع في نهاية المطاف.

ويتابع، في بداية تشكليها في العام 2012، كانت المنظمة عبارة عن بعض المكاتب الصغيرة التي تعمل في مجال الإغاثة، إلا أن مؤسسيها أرادوا تطوير فكرتهم لتتحول تلك المكاتب إلى منظمة.

وفي بداية انطلاقتها كانت تقتصر أعمال المنظمة على تقديم المعونات الإنسانية، ليصار بعدها إلى تغير كامل في توجهات القائمين عليها وتتحول إلى أول منظمة للمجتمع المدني تنبثق من داخل المدن الثائرة في وجه نظام الأسد.

وفي العام 2013 أحدثت المنظمة أول إذاعة ثورية تبث من الداخل السوري، كانت انطلاقة راديو فرش في تلك الفترة تقتصر على بث بضعة نشرات اخبارية ومجموعة متنوعة من الأغاني، ليصار بعدها إلى تدريب بعض النشطاء ليكونوا النواة الأولى في انطلاق الإذاعة بشكل فعلي وعلى مدار 24 ساعة متواصلة.

وبحسب ما يقول “الأحمد”، فإن المنظمة عملت في العديد من المشاريع خلال تواجدها في مدينة كفرنبل، كما وعنيت بفئات المجتمع المدني كلها من أطفال ونساء ورجال، إذ افتتحت المنظمة مؤسسة رعاية الطفل التي تعنى بتقديم خدمات الدعم النفسي والتعليم والترفيه للأطفال حتى عمر الثالثة عشر، وافتتحت مؤسسة “دفا” التي عنيت بالمراهقات ومؤسسة “مزايا” التي تعنى بالمرأة والعمل على تطويرها للإسهام في دمجها في المجتمع، ولإفساح المجال أمام الشباب لدمجهم بسوق العمل، افتتحت المنظمة مركز “حقق حلمك” الذي يعنى بتطوير قدرات وخبرات الشباب.

أدت الحملة العسكرية الأخيرة على محافظة إدلب إلى نزوح غالبية سكان ريف إدلب الجنوبي والشرفي، ومن أجل استمرار مشاريع المنظمة، انتقلت منظمة اتحاد المكاتب الثورية إلى ريف إدلب الغربي، بحسب ما أشار إليه “الأحمد”.

وبالرغم من كل الظروف التي أحاطت بمشاريع المنظمة إلا أن القائمين عليها قرروا متابعة العمل قدماً للارتقاء بالمستوى الذي وصلت إليه تلك المشاريع الهامة، حسب ما أكده “الأحمد”.

وتنشط منظمة اتحاد المكاتب الثورية في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، وتعد راديو فرش ومؤسسة “مزايا” من أهم المشاريع التي تدعمها المنظمة، نظراً للأهمية الخاصة لهما.

وتعمل المنظمة في مجال التوعية المكثفة نتيجة لما تعيشه المنطقة من تفشي متسارع لفيروس كورونا، إذ عملت المنظمة على توزيع بروشورات وملصقات توعوية عن مخاطر الفيروس وكيفية الوقاية منه في مدينة سلقين وما حولها.

يقول “الأحمد”، إن المنظمة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام تفشي جائحة كورونا، بل ساهمت من خلال مؤسسة مزايا بتوزيع أعداد كبيرة من الكمامات على المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمخيمات، وتم تخصيص برامج إذاعية على راديو فرش تبث بشكل يومي للتوعية عن الفيروس وكيفية الوقاية منه.

يذكر أن منظمة اتحاد المكاتب الثورية تأسست من قبل الإعلامي رائد الفارس وعدد من النشطاء في مدينة كفرنبل أواخر العام 2012.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى