تقارير

ارتفاع تكاليف خدمات المشافي الخاصة يثقل كاهل المدنيين شمال غربي سوريا

تثقل مصاريف الخدمات الطبية المرتفعة التي تقدمها المشافي الخاصة شمال غربي سوريا، كاهل المدنيين نتيجة الظروف الاقتصادية المتردية وقلة فرص العمل، وما يفاقم معاناتهم توقف المنشآت الطبية الخيرية التي تقدمها خدماتها مجاناً بسبب انقطاع الدعم من قبل المنظمات الإنسانية.

وتسبب توقف 18 منشأة طبية وعدد من المراكز الصحية منذ أشهر، بحرمان مئات آلاف المدنيين من الخدمات المجانية، وازدحام بقية المنشآت الأخرى بأعداد هائلة من المرضى، وهو ما يفوق طاقتها الاستيعابية.

ولتلك الأسباب، اضطر عدد كبير من المرضى إلى قصد المشافي الخاصة للحصول على الخدمات الطبية الضرورية، في ظل ارتفاع تكاليف تلك الخدمات بشكل يفوق قدرة غالبيتهم.

وقال أحمد (أحد مراجعي المشافي الخاصة) لفرش: “منذ توقف عمل المستشفى الذي يتواجد في القرية، اضطررت لقصد المستشفيات الخاصة لمتابعة علاجي، إلا أن الوضع المادي وعدم قدرتي على العمل بسبب حالتي الصحية، جعلني أتراجع عن متابعة العلاج نتيجة لارتفاع تكاليف الخدمات الطبية”.

وأضاف، “كانت المستشفى الخيرية تؤمن كافة المستلزمات والفحوصات الطبية لسكان القرية بشكل مجاني، إضافة لأصناف مختلفة من الأدوية، إلا أن توقفها فاقم معاناة الأهالي وذويهم من المرضى نتيجة لارتفاع معدلات الفقر وعدم استطاعة غالبيتهم من تأمين تكاليف الخدمات الطبية الباهظة التي تقدمها المستشفيات الخاصة”.

بدوره، يرى محمد (نازح)، أن توقف الدعم من قبل المنظمات الإنسانية عن مستشفى “حريتان” الذي يقدم خدماتها لآلاف النازحين في منطقة “دير حسان” وما يجاورها، سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، وذلك للعدد الهائل من المخيمات التي يخدمها.

وأضاف، أن الأهالي يضطرون لقطع مسافات كبيرة للحصول على الطبابة في بقية المستشفيات والمراكز الصحية، وأحياناً ينتظرون لساعات وأيام طويلة حتى الحصول على موعد للفحوصات الطبية نتيجة للازدحام الكبير الناجم عن توقف مستشفى “حريتان” الخيري.

ولفت إلى معاناة آلاف المرضى ممن يعيشون ظروفاً مادية قاسية نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بمنطقة شمال غربي سوريا، مشيراً أن مستشفى “حريتان” الوحيد في المنطقة المخصص للأطفال والنساء.

ويشتكي المدنيون في شمال غربي سوريا، من ارتفاع تكاليف الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة، وما يزيد معاناتهم ارتفاع تكاليف الأدوية وصور الرنين المغناطيسي التي تحتاج إلى الكثير من الأموال، في ظل ارتفاع معدلات الفقر في المنطقة لأعلى مستوياتها.

ويعاني المدنيين في بلدات جنوب وغرب إدلب وشمال اللاذقية من صعوبات كبيرة بالحصول على الخدمات الطبية نتيجة افتقار تلك المناطق إلى المستشفيات والمراكز الصحية المجانية، جراء توقف غالبتها نتيجةً لانقطاع الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية، ما ينذر بكارثة طبية وشيكة.

ويضطر سكان تلك المناطق إلى قطع مسافات طويلة لقصد المشافي في بقية مناطق منطقة شمال غربي سوريا.

من جانبه، حذر فريق منسقو استجابة سوريا في بيان له أمس، من انعكاسات سلبية على المدنيين في شمال غربي سوريا، جراء توقف 18 منشأة طبية عن تقديم خدماتها الأمر الذي سيفاقم معاناة أكثر من أربعة ملايين مدني خصوصاً المرضى في منطقة تعاني من انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض والأوبئة وعدم توفر كميات كبيرة من المياه النظيفة واستمرار رزوح القطاع الصحي تحت تداعيات أزمة كورونا السابقة وارتفاع معدلات الفقر والتضخم المعيشي وتردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل وقلتها.

وطالب الفريق جميع الجهات الدولية المانحة والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة إعادة تفعيل الدعم لتلك المنشآت المتوقفة، محذراً من كارثة إنسانية في المنطقة نتيجة الظروف الإنسانية الصعبة ووجود ملايين المدنيين في منطقة جغرافية صغيرة.

وتتزايد التداعيات السلبية جراء توقف الدعم عن 18 منشأة طبية، خصوصاً مشافي الأطفال والأمراض النسائية نتيجة لوجود عدد كبير من الأطفال في الحواضن، وقلة المستشفيات المخصصة بإجراء العمليات النسائية في المنطقة، بحسب ما ذكره عبيدة دندوش أحد القائمين على حملة “ادعموا مشافي الشمال” لفرش في وقت سابق.

وتعمل 18 منشأة طبية في شمال غربي سوريا بشكل تطوعي وبإمكانيات ضعيفة جداً جراء توقف الدعم عنها من قبل المنظمات الإنسانية الغير حكومية منذ قرابة الثلاثة أشهر، بحسب ما قالته مديرية صحة إدلب لفرش.

يشار أن حملة “ادعموا مشافي الشمال” انطلقت في الثاني عشر من يناير الحالي وهي مستمرة حتى إيصال معاناة ملايين المدنيين في منطقة شمال غربي سوريا جراء توقف عشرات المنشآت الطبية عن العمل جراء توقف الدعم عنها منذ أشهر ما ينذر بكارثة جديدة في منطقة يعيش أكثر من ثلث السكان تحت خط الفقر.

وكان ناشطون في الداخل والخارج أطلقوا حملة إعلامية في الثاني عشر من شهر كانون الثاني الماضي، تحت عنوان “ادعموا مشافي الشمال”، وذلك لتسليط الضوء على معاناة ملايين المدنيين ولحث المنظمات الدولية والجهات المانحة لإعادة تفعيل دعمها لعشرات المنشآت الطبية المتوقفة.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى