تقارير

الأول في نوعه.. FLOWER-TECH مركز نسائي لصيانة الهواتف المحمولة في إدلب

يعتبر مركز FLOWER-TECH لصيانة الهواتف الأول من نوعه في المناطق المحررة شمال غربي سوريا، الذي يتيح للنساء فرصة دخول مجالي الصيانة والتسويق الإلكتروني.

ويقتصر العمل ضمن المركز على النساء، وهو ما يجعله مركزاً فريداً من نوعه، في وقت يعتقد الكثيرين أن مجال صيانة الهواتف المحمولة حكراً على الرجال دون غيرهم.

ويهدف القائمون على المركز إلى دمج النساء بسوق العمل، في وقت تعتبر فيه بعض النساء معيلات لأسر بأكملها، ولا سيما من اللواتي فقدنا أزواجهم خلال السنوات العشر الماضية، أو ممن لا يستطيع أزواجهن العمل نتيجة الإصابات الحربية.

تقول عبيدة محصي المسؤولة عن المركز لفرش أونلاين: ” إن فكرة مركز FLOWER-TECH، فريدة من نوعها لا سيما أن المركز مخصص لعمل النساء في مجال صيانة الهواتف والتسويق الإلكتروني، وهي فكرة جديدة في المجتمع السوري، الذي لا يزال فيه الكثيرين يعملون على تهميش دور المرأة وحصر اهتمامها في تربية الأطفال والأعمال المنزلية”.  

وتصيف “محصي”، “في بداية الافتتاح كان الأمر غريب لكثير من فئات المجتمع، حتى لبعض النساء اللواتي رأينا أن العمل في ذلك المجال هو حكرٌ على الشباب، ولكن بعد انطلاق العمل ضمن المركز تغيرت الكثير من الأفكار، فالمركز يسعى بالدرجة الأولى إلى تقديم خدماته للنساء في المنطقة من أجل صيانة هواتفهن في حال حدوث أي عطل، وهو ما يوفر عليهن إتلاف البيانات الخاصة بهن في حال تم إرسال الهواتف إلى محال الصيانة التي يعمل بها الشباب”.

ويعمل ضمن المركز 20 امرأة، ضمن مجالي التسويق الإلكتروني الذي يضم 13 سيدة وقسم صيانة الهواتف المحمولة الذي يضم 7 سيدات.

وحول آلية العمل ضمن المركز تقول “محصي”، إن العمل ينقسم بين مجالي التسويق والصيانة، وتعمل النساء ضمن قسم الصيانة على تقديم الخدمات المتعلقة بالهواتف من إصلاح الأعطال وتفعيل البرامج والخطوط والحسابات الشخصية وحسابات التواصل الاجتماعي، مضيفةً، أن عدد كبير من النساء يراجعن المركز لصيانة هواتفهن من أجل الحفاظ على الخصوصية لديهن، وهو ما لا يتوفر في بعض مراكز الصيانة الأخرى.

وأشارت “محصي”، أن العاملات ضمن المركز تلقينا دورات تدريبية في عدة مجالات منها إدارة المشاريع الصغيرة والإدارة المالية للمشاريع والتسويق الإلكتروني، إضافة إلى تدريبات عملية تخص الصيانة في مجالي (السوفت وير والهاردوير)، بإشراف ودعم من قبل منظمة “بارقة أمل”.

وتتراوح أعمار النساء العاملات في مركز FLOWER-TECH، ما بين الـ 18 و38 عاماً، قسم ٌ منهن طالبات جامعيات وبعضهن معيلات لأسر أو معينات لأزواجهن، إذ تستفيد العاملات من المربح المالي العائد عن العمل في تغطية نفقات عائلاتهن، إضافة إلى تغطية نفقات الدراسة.

ويعتبر المشروع واحداً من المشاريع التي نفذتها منظمة “بارقة أمل” العاملة في محافظة إدلب، بهدف دمج النساء في سوق العمل وإتاحة الفرص أمامهن ليصبحنا قادرات على الاعتماد على الذات في كسب لقمة العيش، بحسب ما أشارت إليه المسؤولة عن المركز لفرش أونلاين.

وذكرت “محصي”، أن المنظمة ساهمت في بداية افتتاح المركز من خلال تقديم الدعم المادي واللوجستي من أجهزة الصيانة وتغطية نفقات التدريبات التي خضعت لها العاملات قبل بداية العمل، ونوهت، أن المركز بدون دعم مالي وهو جزء من خطة وضعها القائمين على المركز للانتقال من الدعم الذي تقدمه المنظمة إلى الاعتماد على المردود المالي العائد، وهو ما سيساعد على استمرار العمل، بمزيد من الصبر والثقة من قبل العاملات.

يبدأ العمل ضمن المركز في الساعة التاسعة صباحاً، ويستمر حتى السابعة مساءً، وفق نظام عمل الورديات وهو ما يمكن العاملات فيه من التوفيق بين عملهن ومشاغل الحياة الأخرى.

تقول إحدى العاملات ضمن المركز وهي طالبة تدرس اللغة التركية لفرش أونلاين: “لا يمنعني العمل ضمن المركز من متابعة دراستي الجامعية، بل أستطيع من خلاله توفير نفقات دراستي من محاضرات وغيرها، وأقوم بتخصيص وقت عملي بحيث ألا يتعارض مع أنشطتي اليومية”.

وتضيف، “بداية عملي بالمركز كان شاقة، أولاً المجال الذي أعمل به كان لسنوات خاصاً بالرجال، ثانياً التفكير السائد في المجتمع حتى يومناً عن عدم قدرة النساء على القيام ببعض الأعمال التي يعمل بها الرجال ومنها مجال صيانة الأجهزة الخليوية”.

وأشارت، أنها الثقة والطموح زادها إصراراً على متابعة العمل بالرغم من المعوقات التي تحيط بها، لافتةً، أنها وبقية العاملات استطعنا من وضع بصمتهن الخاصة في مجال صيانة الهواتف المحمولة.

وأكدت، أن النساء اللواتي يزرنا المركز لصيانة هواتفهن مسرورات للغاية، إذ لا يحتجنا إلى إتلاف بياناتهن الشخصية في حال حدوث أعطال تقنية، لا سيما أن العاملات ضمن المركز يحافظن على أسرار وخصوصية الزائرات الشخصية.

يشار أن مركز FLOWER-TECH، افتتح في شهر آذار/مارس من هذا العام، برعاية ودعم من قبل منظمة “بارقة أمل”.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى