تقارير

الإهمال والتقصير من قبل المنظمات الإنسانية يفاقم معاناة سكان المخيمات شمال غربي سوريا

يعاني النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا من أوضاع إنسانية صعبة تتزايد صعوبتها يوماً بعد آخر نتيجة تردي الأوضاع المادية وتدني فرص العمل وانتشار البطالة والفقر.

ويجمع قاطنوا المخيمات، “أن ما يزيد من مآسيهم غياب الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية، في ظل وجود كل تلك المشاكل التي تؤرقهم”.

وتعتبر المشاكل التي تواجه النازحين في المخيمات، مماثلة لبعضها، ويشتكي أغلبهم من عدم تواجد المراكز الصحية وسوء الطرقات وشح كميات المياه الصالحة للشرب وسوء الخيام التي في غالبها قطع قماشية لا تحمي أجسادهم من أشعة الشمس الحارقة هذه الأيام.

تقول “أم إبراهيم” نازحة من منطقة جبل الزاوية إلى مخيم “باتبو” لفرش أونلاين: “إن المخيم يفتقر إلى وجود مركز صحي ثابت، ما يضطرهم إلى مراجعة المراكز البعيدة لتلقي الرعاية الصحية وتأمين الأدوية”، مشيرةً أن الأجواء الصيفية الحارة تسببت بوقوع العديد من حالات الإغماء والتي تم نقلها للمراكز الصحية، ودعت المنظمات الإنسانية إلى ضرورة تفعيل نقطة طبية ثابتة للتخفيف من معاناة النازحين.

وأضاف “أبو أحمد” أحد قاطني مخيم “المحسنين” في إدلب لفرش أونلاين، أن المشاكل التي يعانون منها كثيرة وتحتاج إلى تدخل مستعجل من قبل المنظمات الإنسانية للنظر بها، وأشار أن المشكلة الأكبر تتمثل بوجود شبكات الصرف الصحي المكشوفة بالقرب منه، ما سبب انتشار الحشرات الضارة، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة، ودعا “أبو أحمد” المنظمات وفاعلي الخير إلى إيجاد حل مستعجل لتلك المشكلة التي تؤرقهم بشكل دائم.

وتشترك “أم ثناء” نازحة في إحدى المخيمات مع مشاكل “أم إبراهيم” و”أبو أحمد”، فسكان المخيم الذي تعيش به يعانون نفس المشاكل، ويزيد عنها بمشكلة شح كميات المياه النظيفة الصالحة للشرب، وتراجع عمليات توزيع السلال الإغاثية، حيث لم يحصل قاطنوه على تلك المساعدات منذ أشهر، كما وأكدت “أم ثناء”، أن المشكلة الأبرز حالياُ تتمثل بارتفاع درجات الحرارة الكبير وافتقار قاطني المخيمات إلى المراوح والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية.

وتتحدث “أم إسماعيل” بغصة عن سوء المخيم الذي تعيش فيه، وتقول لفرش أونلاين: “بالرغم من أن الخيم مبنية من حجر الطوب إلا أن أسقفها عبارة لوح من “التوتا” التي تجعل من الخيم فرناً هذه الأيام”، وتتابع، “منذ عدة أيام تراجعت حالتي الصحية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ووجدت صعوبة في الوصول إلى مركز صحي لافتقار المخيم إلى وجود نقطة طبية، ما زاد من سوء حالتي”، وناشدت “أم إسماعيل” المنظمات الإنسانية إلى تزويد قاطني المخيم بعوازل حرارية ومراوح علها تخفف من لهيب أشعة الشمس الحارقة.

وبالرغم من عمل المنظمات الإنسانية في تقديم ما تستطيع تقديمه للنازحين من المواد الغذائية والمياه النظيفة وسلال النظافة للوقاية من فيروس كورونا، إلا أن نسب الاستجابة الخاصة بالعمليات الإنسانية داخل المخيمات منخفضة.

يقول المهندس “محمد حلاج” مدير منسقو استجابة سوريا لفرش أونلاين: “للآسف المشاكل التي يعاني منها النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا، تتزايد بشكل تلقائي، وهو ما يؤدي إلى تردي الأوضاع المعيشية للنازحين”.

وأضاف: “إن نسب الاستجابة الإنسانية ضمن المخيمات خلال الشهر الماضي، سجلت على النحو الآتي، وعلى سبيل المثال، نسبة الاستجابة لقطاع الأمن الغذائي وسبل العيش بلغت 43% وقطاع المياه 24% والقطاع الصحي 22%، وهي نسب منخفضة تعزى أسبابها إلى ازدياد الكثافة السكانية في منطقة جغرافية يتواجد فيها 1489 مخيماً، بإجمالي يزيد عن المليون ونصف مدني”.

وأشار “حلاج” أن الحلول تتمثل بتظافر جهود المنظمات والجمعيات الإنسانية العاملة في المنطقة، إضافة إلى زيادة الدعم المقدم من قبل المنظمات الدولية للمنظمات المحلية من أجل إيجاد حلول تخفف من وطأة المعاناة الإنسانية، والعمل على استبدال الخيام القماشية بمنازل من الطوب.

ويعيش أكثر من المليون ونصف المليون مدني في أكثر من 1480 مخيماً ظروف إنسانية صعبة فُرضت عليهم بعد موجات النزوح والتهجير القسري إلى منطقة شمال غربي سوريا، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيجاد حل سياسي يعيدهم إلى منازلهم التي هجروا منها منذ سنوات طويلة.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى