تقارير

العام الدراسي يبدأ في الشمال السوري.. ما هو دور المنظمات الإنسانية في ظل انتشار جائحة كورونا

تتزامن بداية العام الدراسي الجديد هذا العام مع تواصل ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا في الشمال السوري ما يعتبر تحدياً كبيراً في سبيل إنجاح سير العملية التعليمية.

في الوقت الذي تشهد فيه العملية تحديات وصعوبات كبيرة كقلة التمويل المقدم من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المانحة، إذ يقتصر التمويل على المرحلة الابتدائية مع حرمان المرحلتين الأساسية والثانوية مما ينعكس سلباً على شريحة كبيرة من المعلمين والمعلمات والطلاب.

وتعرضت العملية التعليمية في الشمال السوري إلى أضرار جسيمة نتيجة ما تعرضت له المؤسسات والهيئات من القصف المتكرر عليها من قبل قوات نظام الأسد وطائرات الاحتلال الروسي.

وتعول مديريات التربية والتعليم على جهود المنظمات الإنسانية لإنجاح سير العملية في وقت تتزايد فيه التحديات من انتشار فيروس كورونا إلى قلة المدارس وازدياد أعداد المتسربين والمنقطعين.

راديو فرش استضافت الأستاذ محمد العيسى قائد إحدى الفرق التعليمية في منظمة شفق الإنسانية وأجرت معه الحوار التالي.

1-ما هو واقع العملية التعليمية في الشمال السوري في ظل انتشار فيروس كورونا؟

-إن واقع التعليم في الشمال السوري للآسف غير مرضي حتى الآن نتيجة ما تعرض له القطاع التعليمي خلال السنوات الأخيرة، وفي هذا العام تحديداً هناك تحديات كبيرة تواجه إنجاح سيره بالشكل المطلوب ومنها انتشار وباء كورونا الذي قيد القائمين على القطاع وفرض شروطه الخاصة من أجل التخفيف قدر المستطاع من النتائج السلبية لانتشار الفيروس خشية انتقاله إلى المدارس.

2-كيف تمت عملية افتتاح المدارس في ظل جائحة كورونا؟

– إن عملية افتتاح المدارس هذا العام تسير حتى الآن وفق المخطط لها، إذ تم تخصيص الفترة الحالية لطلاب المرحلة الابتدائية ولطلاب الصفين التاسع والبكالوريا، وتم اتخاذ كافة التدابير الوقائية لإتمام عملية الافتتاح.

3-ما هي الإجراءات المتبعة من قبل منظمة شفق الإنسانية لمنع تفشي الوباء بين الطلاب والكوادر التعليمية؟

– إن المنظمة حريصة كل الحرص على سلامة الطلاب والمدرسين خلال سير هذه المرحلة الحساسة التي تهدد بعرقلة سير العملية التعليمية، ومن هذا المنطلق قامت المنظمة بالتنسيق مع منظمة الخوذ البيضاء لتعقيم المدارس التابعة لها بشكل دوري وتم تشكيل لجنة في كل مدرسة تتكون من الكادر التعليمي لتعقيم الطلاب قبل الدخول والخروج من المدرسة، ومراقبتهم أثناء الفرص بين الدروس وإجراء التباعد الاجتماعي داخل القاعات الدراسية وتخفيض أعداد الطلاب في كل صف.

4-كيف يتم التعامل مع الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس بين الطلاب وكيف ستتعامل الإدارة التعليمية في هذه المرحلة؟

– في حقيقة الأمر، حتى اليوم ومنذ بداية العام الدراسي لم نواجه أي حالات مصابة أو مشتبه بها بين الطلاب والكوادر التعلمية، وفي حال حدوث ذلك سنقوم بنقل الحالات إلى مراكز العزل وإغلاق المدرسة التي وجدت بها الحالة وتعقيمها.

5-ما هي الخطط البديلة لإكمال العملية التعليمية في حال انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في الشمال السوري؟

– إن منظمة شفق الإنسانية وبالتعاون مع مديريات التربية والتعليم في الشمال السوري لديها عدة خطط بديلة في حال ازدياد انتشار جائحة كورونا، ومنها إعادة تفعيل التعليم عن بعد من أجل استمرار العملية التعليمية وعدم حرمان الأطفال من حقهم في الحصول على التعليم.

6-هناك شريحة كبيرة من الطلاب لا يحصلون على التعليم في مناطق المخيمات، ما هي الجهود التي تبذلها المنظمة لإعادة أولئك الطلاب للمدارس؟

– إن منظمة شفق الإنسانية حريصة كل الحرص على إيصال التعليم إلى كافة الأطفال وخصوصاً في المخيمات التي لا يوجد بها مدارس، ومن هذا المنطلق قامت المنظمة ببناء عدة مدارس في العديد من المخيمات لإعادة دمج الأطفال وتسريع تحصيلهم العلمي كي لا يكونوا أشخاص غير مأثرين ومنتجين في المستقبل، كما وفعلت المنظمة مشروع حافلات

التعليم المتنقلة في العديد من المناطق وهي عبارة عن مدارس صغيرة مجهزة بمقاعد وألواح وقرطاسية ولاقى هذا المشروع ترحيباً كبيراً داخلياً وخارجياً وسلط الضوء عليه من قبل وكالات الأنباء العالمية.

7-هل هناك نقص في القرطاسية المكتبية وما هو دوركم في تأمين تقديمها للطلاب؟

– لا يخفى على أحد إن هناك نقص كبير في القرطاسية والكتب نتيجة قلة التمويل المقدم للقطاع التعليمي من قبل الجهات المانحة، ومع ذلك تعمل المنظمة على توزيع الكتب والحقائب والقرطاسية على كافة الطلاب في المدارس التي تدعمها.

8-هل هناك تنسيق مع بقية المنظمات لإنجاح سير العملية التعليمية؟

– بالتأكيد هناك تنسيق دائم وكبير بين كافة المنظمات المعنية بالتعليم ومديريات التربية.

9-برأيكم ألا يعتبر المعلم مظلوماً بما يخص الرواتب المقدمة له وماهي الحلول المناسبة؟

– في الحقيقة، نعم المعلمون مظلومون بما يخص الرواتب المقدمة لهم، ولا يمكننا فعل أي شيء بسبب عدم استطاعة المنظمات على رفع قيمة الرواتب لأنها خارجة عن سيطرتها وهو أمر متعلق بالجهات المانحة.

10-ما هي المشاريع التي تنفذها منظمة شفق الإنسانية لدعم قطاع التعليم؟

– إن المنظمة تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع لدعم قطاع التعليم في الشمال السوري ومنها ترميم وصيانة المدارس المتضررة و بناء مدارس في المخيمات العشوائية و تأمين الكتب والحقائب والقرطاسية لشريحة كبيرة من الطلاب و كفالة شريحة كبيرة من المعلمين والمعلمات برواتب شهرية.

وتسببت حملات النزوح الأخيرة بحرمان آلاف الطلاب من إكمال مسيرتهم التعليمية الأمر الذي يهدد مستقبلهم، كما وتفتقر المخيمات العشوائية المنتشرة بين المدن والبلدات إلى وجود مدارس فيها ما يزيد أعداد المتسربين، وبحسب إحصائية لمديرية التربية في إدلب فإن نسبة التسرب من المدارس العام الماضي بلغت 40% من إجمالي الطلاب.

تسببت الحرب الدائرة في البلاد بتدمير مئات المدارس نتيجة استهدافها المباشر من قبل قوات نظام الأسد وطائرات الاحتلال الروسي، بالإضافة إلى حرمان عشرات الآلاف من الطلاب من إكمال مسيرتهم التعليمية الأمر الذي يهدد بضياع مستقبلهم وانتشار البطالة وعمالة الأطفال.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى