منوعات

انقراض طيور جارحة شمالي إفريقيا

كشف تقرير جديد للاتحاد الدولي لصون الطبيعة “آي يو سي إن” أن هناك نوعين من الطيور الجارحة قد تم تصنيفهما في خانة المنقرضين بمنطقة شمال أفريقيا وهما النسر الراهب، والعقاب الملكي الإسباني اللذان لم تتم مشاهدتهما في المنطقة منذ عشرات السنين.

ويضاف هذان الطائران إلى طائر الباشق الحزين الذي تأكد انقراضه عام 2007.

كما أحصى التقرير -الذي صدر يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي يعتبر أول تقييم لحالة الطيور الجارحة في شمال أفريقيا- وجود 46 طائرا جارحا، 16 نوعا منها مهددة بالانقراض، فيما تم إقصاء 10 أنواع لأنها طيور مهاجرة وموسمية.

التقرير هو أول تقييم لحالة الطيور الجارحة في شمال أفريقيا (الاتحاد الدولي لصون الطبيعة)

واعتبر التقرير أن من بين الأسباب المباشرة لانقراض الطيور الجارحة في شمال أفريقيا الصيد الجائر والتجارة غير القانونية، بالإضافة إلى التعرض لصدمات كهرباء الضغط العالي أثناء تنقلاتها، وهي العوامل التي تتسبب مباشرة في موت هذه الأنواع.

أما الأسباب غير المباشرة والتي لا تتسبب في موتها وإنما تساهم في الحد من تكاثرها فهي كثيرة، مثل فقدان الديار وأماكن العيش التي اعتادت عليها، أو تقلص عدد ومساحات المناطق الرطبة التي ترتادها، خاصة بالنسبة للطيور المهاجرة، أو تناول لحوم فرائس غذاؤها من الأعشاب كان ممزوجا بالمبيدات الحشرية، مما يتسبب في التأثير على تكاثرها.

ولم يستبعد معدو التقرير إمكانية وجود أسباب أخرى لم يتمكنوا من التطرق إليها بسبب نقص المعطيات والإحصائيات الدقيقة في منطقة شمال أفريقيا التي تفتقد إلى المعلومات الخاصة بأماكن وجود الطيور الجارحة أو أعدادها وحتى أحجامها، وهذا النقص في المعلومات يؤثر سلبا على إعداد إستراتيجيات الحفاظ عليها.

وقال منسق البرنامج العلمي لجمعية أصدقاء الطيور التونسية هشام الزفزاف في البيان الصحفي الصادر عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي “رغم نقص المعلومات حول الطيور الجارحة فإن المؤكد أنها أصبحت عرضة للانقراض، وإن تطبيق إستراتيجيات للحفاظ عليها هو ضروري جدا لإنقاذها والحفاظ أيضا على الأنظمة البيئية التي تعيش فيها وتلعب دورا في الحفاظ عليها”.

أكد التقرير الجديد للاتحاد الدولي لصون الطبيعة على انقراض العقاب الملكي الإسباني من شمال أفريقيا (غيتي إيميجز)

الجوارح والحفاظ على التوازن البيئي

وللطيور الجارحة دور كبير في الحفاظ على التوازن البيئي، وهي توفر خدمات بيئية متعددة لصالح الإنسان، مثل مكافحة الجرذان البرية والقضاء على بقايا الحيوانات الميتة، ومن هنا تزداد أهمية الحفاظ عليها.

وقال أنطونيو ترويا مدير مركز التعاون في فرع المتوسط التابع للاتحاد الدولي لصون الطبيعة “المعرفة الجيدة لأهمية الطيور الجارحة ودورها الكبير في الحفاظ على الأنظمة البيئية ستساهم في رفع درجة الوعي بضرورة إعداد وتطبيق إستراتيجيات للحد من انقراضها”.

وأضاف المتحدث “نحن مطالبون بتوجيه اهتمامنا نحو هذه الأنواع التي لم تحظ في السابق بالكثير من الاهتمام والتي تعيش وضعا حرجا، وعلينا الإسراع في توجيه اهتمامنا إليها”.

من جهته، قال فابريس كوزين -من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة- “سنركز اهتمامنا مستقبلا على تحديد أماكن وجود وتكاثر هذه الأنواع لمتابعة تطورها والوقوف على كامل أسباب انقراضها، وهذا من أجل إعداد خطط عملية للحفاظ عليها”.

المصدر: الجزيرة+مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى