تقارير

تحذيرات من كارثة إنسانية شمال غربي سوريا تزامناً مع الموجة الثانية لفيروس كورونا

تترفع بشكل كبير أعداد الإصابات بفيروس كورونا covid 19 في شمال غربي سوريا، إذ سجلت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، قفزة نوعية في أعداد الإصابات.

وبحسب مخبر الترصد الوبائي التابع لشبكة الإنذار المبكر، فقد سجلت مناطق شمال غربي سوريا في التاسع والعشرين من آب الحالي، رقماً قياسياً تجاوز حاجز الـ 1200 إصابة في أعلى معدلٍ للإصابات منذ انتشار الفيروس في المنطقة.

ويعود السبب في الارتفاع الكبير لأعداد الإصابات بالفيروس إلى دخول المنطقة الموجة الثانية التي تتميز بسرعة انتشارها، وظهور المتحور “دلتا” الطفرة المتحورة من كورونا، بحسب ما قاله الطبيب سالم عبدان مدير صحة إدلب لفرش أونلاين.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الإصابات، حذرت المنظمات والهيئات الطبية من كارثة إنسانية كبيرة نتيجة لضعف القطاع الصحي في المنطقة.

يقول سالم عبدان مدير صحة إدلب في حديث خاص لفرش أونلاين: “إن نسبة إشغال مراكز ومستشفيات العزل في المناطق المحررة، لم تتجاوز حاجز الـ 50 بالمئة حتى الآن، ولكن في حال استمرار انتشار الوباء بشكل سريع، فأن تلك المراكز لن تكون قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة، حيث يتواجد ستة مراكز ومستشفيات عزل مجهزة بـ 120 جهاز تنفس وأسرة عناية و250 سرير جناح”.

وأضاف: “الاستهداف المتكرر للمشافي والمراكز الصحية من قبل روسيا ونظام الأسد، أنهك القطاع الصحي وجعله ضعيفاً في مواجهة أي كارثة إنسانية قد تلحق بالمنطقة”، ولفت، إلى أن الوضع مستقر حالياً بما يخص استيعاب الأعداد داخل مراكز العزل، لكن أي تطور مفاجئ بالمنطقة سنكون أمام تحدٍ كبير لا سيما مع تواجد مئات الآلاف من المواطنين في بقعة جغرافية صغيرة”.

وتحدث “عبدان” عن المتحور “دلتا” قائلاً: “إن مختبر الترصد الوبائي قام خلال الأسابيع الأخيرة، بإجراء تنميط جيني لعشرات الحالات الإيجابية بالفيروس، ليثبت بالتحاليل أن ما يزيد عن الـ 40% منها، من النمط دلتا”.

وعن الإجراءات التي تعمل عليها مديرية صحة إدلب للحد من الانتشار المتسارع لكورونا في محافظة إدلب، قال “عبدان”، إن المديرية بالاشتراك مع المنظمات الإنسانية تعمل على إعادة تفعيل مراكز ومستشفيات العزل واستحداث أخرى جديدة لاستيعاب الإصابات الجديدة التي تحتاج إلى عزلها، إضافة إلى تفعيل قسم لعزل حالات الأطفال في مستشفى “ابن سينا” بمدينة إدلب.

من جانبه اعتبر الطبيب حسام قره محمد مسؤول ملف كورونا في مديرية صحة إدلب، “أن الموجة الثانية لانتشار الفيروس بهذا الشكل متوقعة وتزامن انفجارها مع توافد القادمين من تركيا لقضاء إجازة عيد الأضحى في المناطق المحررة”.

وأضاف: “انخفاض مراكز العزل من 30 مركزاً إلى أقل من 6 سيؤثر بشكل كبير على قدرة القطاع الصحي في مواجهة الانتشار المتسارع للفيروس”.

وأشار، “أن المديرية تعمل على توعية المواطنين من خلال برامج التوعية المجتمعية وتثقيفهم حول الفيروس وطبيعته وكيفية حماية أنفسهم وعائلاتهم، وحثهم على ضرورة التقيد بإجراءات الوقائية المتمثلة بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والحفاظ على النظافة الشخصية والعامة وضرورة تلقي اللقاح”.

وأكد “قره محمد” على أهمية تلقي لقاح “أسترازينيكا”، ومدى فعاليته على المتحور “دلتا”، “بخالف ما يشاع عن عدم فعاليته على المتحور الجديد”.

من جهته، اعتبر وزير الصحة في الحكومة المؤقتة الطبيب مرام الشيخ، “أن التراخي في اتباع إجراءات الوقاية سرع من انتشار الفيروس، إضافة إلى قلة جرعات اللقاح المقدمة من قبل الأمم المتحدة لشمال غربي سوريا، حيث لم يتجاوز عدد الجرعات الـ 80 ألف جرعة، وهو رقم صغير في منطقة يتجاوز عدد سكانها الأربعة ملايين شخص بين مقيمين ونازحين”.

وأشار “الشيخ” إلى، “أن الحكومة ستعمل على افتتاح مراكز عزل جديدة، وزيادة أعداد المنافس لتصل إلى 180 جهاز تنفس اصطناعي في المراكز المفعلة”، وعول “الشيخ”، على وعي المواطنين من أجل مساندة العاملين في القطاع الصحي لتجنب خطر وقوع كارثة إنسانية “لا تحمد عقابها”.

وتتركز أكثر من نصف الحالات المؤكدة بالفيروس في محافظة إدلب نظراً للكثافة السكانية الكبيرة وتواجد عشرات المخيمات، حيث صنف فريق منسقو استجابة سوريا منطقة حارم من المناطق الأعلى تسجيلاً لعدد الإصابات بالفيروس.

وفي سياق متصل، قال وزير الصحة في حكومة الإنقاذ في محافظة إدلب الطبيب أيمن جبس لفرش أونلاين: “إن الوزارة تعمل مع بقية الوزرات خاصة الأوقاف من أجل الدعوة في المساجد إلى ضرورة التقيد على اتباع الإجراءات الوقائية”.

وأضاف: “أن الوزارة ستتبع خطوات للإغلاق الجزئي بشكل تدريجي للمنشآت العامة مثل المطاعم والحدائق والملاعب والصالات والأسواق”.

وتعتبر المخيمات المناطق الأكثر خطورة لانتشار الفيروس لا سيما مع الاكتظاظ السكاني وعدم وجود مسافات بين الخيام وضعف الخدمات وافتقارها للمراكز الطبية وشح كميات المياه وانتشار الأوساخ وقربها من شبكات الصرف الصحي المكشوفة.

وبلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا حتى تاريخ الثلاثين من آب المنصرم، 37,870 إصابة منذ بدء انتشار الوباء في شمال غربي سوريا، وبلغت حالات الشفاء 24,550 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 760 حالة وفاة، بعد تسجيل العديد من الوفيات المرتبطة بالفيروس خلال الأسبوعين الماضيين.

وكانت انطلقت الحملة الثانية من حملات التطعيم ضد فيروس كورونا في 21 آب الماضي، وتشمل تلقيح الكوادر الطبية والإغاثية وكبار السن فوق الـ 50 عاماً، وأصحاب الأمراض المزمنة والكوادر المجتمعية من معلمين وعمال كونهم الأكثر احتكاكاً بالمجتمع، بحسب فريق لقاح سوريا.

إعداد: حمزة العبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى