منوعات

تشكل خطرا على شركات السيارات التقليدية.. كيف تمكنت تسلا من تجاوز عتبة 100 مليار دولار؟

أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا” -التي يقع مقرها في كاليفورنيا- عن العديد من الأخبار الجيدة في الأسابيع الأخيرة، لعل أبرزها الكشف عن أنها في طريقها لأن تصبح شركة تصنيع سيارات حقيقية.

وفي مقالها الذي نشرته صحيفة “ليزيكو” الفرنسية، قالت الكاتبة آن فيتز إن شركة تسلا تخطت عتبة المئة مليار دولار في سوق الأسهم، وهي قيمة لم تتجاوزها الشركات الرائدة في العالم في مجال تصنيع السيارات، مثل فولكس فاغن وجنرال موتورز وفورد.

وتضيف الكاتبة أن هذه الشركة تمكنت من تجاوز هذه العتبة القياسية يوم الأربعاء الماضي للمرة الأولى، بعد الارتفاع الذي شهدته قيمة أسهمها في الأسابيع الأخيرة، حيث بدأ تداول سهمها في بورصة وول ستريت بسعر 566 دولارا، لتصل قيمتها السوقية إلى 102 مليار دولار.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ارتفعت القيمة السوقية لأسهم تسلا بنسبة 72%، وزادت أكثر من ثلاثة أضعاف منذ التراجع الذي عرفته في مايو/أيار 2019.

ونقلت الكاتبة ما جاء على لسان أحد المسؤولين في قطاع السيارات بفرنسا، من قوله “إنه أمر محير للعقل، لم تحقق هذه الشركة أرباحا أبدا ولن تحققها. ما زلت أعتقد أنها سوف تغلق”.

في الواقع، شاركه في هذه التكهنات العديد من الخبراء والمحللين الماليين منذ فترة طويلة، إلا أن كثيرا منهم غيّروا رأيهم في الأسابيع الأخيرة، إذ رفع ثمانية منهم سقف توقعاتهم المتعلقة بتسلا، وهذا ما عزز الارتفاع الذي شهدته قيمتها السوقية.

وفي هذا الصدد، أفاد بوب لوتز المدير التنفيذي السابق لشركة جنرال موتورز، بأن شركة تسلا أضحت شركة تصنيع سيارات حقيقية، بعد أن خفضت من حجم تكاليفها. وبحسب كولين راش المحلل في بنك أوبنهايمر، أظهرت تسلا أنها “تشكل خطرا وجوديا على المصنعين التقليديين”.

وأشارت الكاتبة إلى أن تسلا التي تحظى بقيمة كبيرة في مجال التكنولوجيا، باتت تتمتع بمكانة لم يسبق لها مثيل في سوق السيارات الكهربائية، حيث يتوقع جميع الخبراء الاستشاريين أن تشهد نموا كبيرا في السنوات القادمة.

فسّر المدير المساعد في مجموعة بوسطن الاستشارية كزافييه موسكيت، أسباب هذه القفزة قائلا “لقد اتخذت تسلا خطوة مهمة من أجل تنامي مصداقيتها”.

تجدر الإشارة إلى أن شركة صناعة السيارات حققت أرباحا في الربع الثالث من عام 2019، على الرغم من أن المحللين توقعوا تحقيقها المزيد من الخسائر.

وفي بداية العام، أعلنت الشركة عن إطلاق أول نماذج سيارتها من طراز 3 وإنتاج مصنع غيغا الصيني، بعد عشرة أشهر من تدشين المصنع هناك.

وتعد الجهود التي بذلتها الشركة جبارة، ولا سيما عندما نتذكر الصعوبات التي واجهتها في زيادة إنتاج مصنعها في فريمونت عام 2018. لكن في أوائل يناير/كانون الثاني، أعلنت شركة تسلا أن مبيعاتها قد وصلت إلى 368 ألف وحدة.

وبحسب المحلل الاقتصادي في مؤسسة جيفريز للاستشارات فيليب هوشوا، فإن “الشركة أثبتت أنها قادرة على صنع التاريخ بنفسها”.

وأضاف هوشوا أن “الأرقام تظهر أنه لا يزال هناك طلب على سيارات تسلا، بعد إظهارها بعض المرونة فيما يتعلق بتغيرات الأسعار”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أول المنافسين الذين وصلوا إلى سوق السيارات الكهربائية المتميز -مما يُعرَف باسم “قتلة تسلا”- لم يقتلوا في نهاية المطاف أحدا، إذ “لا تزال تسلا متقدمة على بورشه تايكان وأودي إي-ترون وجاغوار آي-بيس، فيما يتعلق بكثافة طاقة البطاريات التي تستخدمها أو حتى في مجال التحديثات عن بُعد”، بحسب المتحدث ذاته.

ونبهت الكاتبة إلى أن تجاوز قيمة أسهم تسلا المئة مليار دولار سيسمح لإيلون ماسك (مؤسس الشركة الذي لم يتقاض أي أجر منذ عام 2018) بالحصول على مكافأة قدرها 346 مليون دولار، شرط أن تظل القيمة السوقية لتسلا عند هذا المستوى لبعض الوقت.

المصدر : الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى