منوعات

دراسات. جيل جديد ضائع يظهر في الوطن العربي

أشارت مجموعة من 15 ورقة بحثية وثلاثة مقالات افتتاحية صادرة عن مبادرة الشرق الأوسط التابعة لمعهد قياسات وتقييم الصحة في واشنطن، أن هناك جيل جديد ضائع يظهر في الوطن العربي”، شارك بها خمسمئة باحث.

وتحاول المبادرة التي أشرف عليها الدكتور “علي مقداد” من جامعة واشنطن أن تتقصّى التطورات الأخيرة في العالم العربي من ناحية صحّية، لتجد أنه على الرغم من أن أعمال العنف قد ساهمت في عدد وفيّات كبير عامًا بعد عام (مئتا ألف في 2015 فقط)، “فإننا بحاجة لأن ننظر إلى مشكلة أخرى أكثر فداحة”.

ووفقا للدراسة التي نشرت في المجلة الدولية للصحة العامة، فإن المشكلة الكبرى بالنسبة للأمراض العقلية هي في قلة عدد الأطباء بالنسبة لعدد المواطنين، ففي دول مثل ليبيا والسودان واليمن، كان هناك نصف طبيب نفسي لكل مئة ألف مواطن، بينما تصل النسبة في الدول الأوروبية إلى حوالي أربعين طبيبا.

كذلك من أهم نتائج الدراسة وأكثرها دفعًا للتأمل هو التصاعد المضطرد بنسبة 100% خلال 25 سنة مضت في حالات الانتحار، ففي عام 2015 فقط، انتحر ما يقرب من ثلاثين ألف شخص في الشرق الأوسط، مقابل نصف العدد في التسعينيات.

أما بالنسبة للأمراض المزمنة ليست أفضل، حيث تصاعدت نسب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكّري بنسب أكبر من 100% خلال فترة قصيرة، مع ارتفاع نسب الإصابة بها في أعمار صغيرة، يتناسب ذلك مع تصاعد كبير في نسبة استخدام التبغ وزيادة وزن الجسم عبر نظام غذائي غير صحّي في سن المراهقة.

وتتسبب التقلبات السياسية في تدهور الشعور بالأمان لدى مواطني المنطقة، ومع الإخفاقات الاقتصادية المترتبة على الاضطرابات السياسية فإن من المتوقع أن يؤثر ذلك أكثر ما يؤثر على الأحوال النفسية للمواطنين.

ويأمل باحثو الدراسة أن تكون تلك النتائج الكارثية إشارة حمراء لتنبيه القادة والسياسيين في المنطقة من أجل اتخاذ قرارات حاسمة لتجاوز تلك الأزمات المصاحبة للحروب والاضطرابات السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى