منوعات

دراسة عالمية: 85% من سواحل العالم طالها إفساد البشر

كشفت دراسة بيئية جديدة -أجراها فريق دولي- عن أن 15.5% فقط من سواحل العالم ما زالت عذراء لم تطلها يد الإنسان، في حين تتفاوت ظروف البقية؛ فبعضها في حال مزرية، خاصة سواحل المدن الكبرى.

ورجح هؤلاء الخبراء حسبما جاء في تقرير -منشور على موقع “يوريك ألرت (Eurek Alert) في الثامن من فبراير/شباط الجاري- أن يكون الوضع الحالي لسواحل العالم أسوأ مما توصلوا إليه من معلومات؛ لأن المعطيات التي عملوا عليها والمتاحة حاليا تعود لعام 2013.

ويبدو من خلال هذه الدراسة أن يد الإنسان ستطال لا محالة كل سواحل العالم، وهو ما أشار إليه الباحث بنجامين هالبرن -المدير التنفيذي للمركز الوطني الأميركي للتحاليل والمعطيات الإيكولوجية في “جامعة كاليفورنيا – سانتا باربرا” (UC Santa Barbara)- وهو أحد المشاركين في هذه الدراسة التي نشرت في دورية “كونزيرفيشن بيولوجي” (Conservation Biology).

ويقول بنجامين -في البيان الصحفي الصادر عن جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا- “لاحظنا أن السواحل التي لم تطلها يد الإنسان أصبحت نادرة جدا، وهو ما توصلنا إليه من خلال تحليلنا للمعطيات المتوفرة التي تعود إلى حوالي 10 سنوات خلت.. وتأكدنا أن استغلال الإنسان للسواحل والضغط الذي أصبح يمارسه عليها لن يتوقف وهو ما ينذر بمستقبل أسود”.

من جهته، قال المشرف الرئيسي على هذه الدراسة بروك ويليامز -من “جامعة كوينزلاند” (University of Queensland) الأسترالية- في البيان الصحفي “نتائج دراستنا تؤكد أنه من الضروري اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على السواحل التي بقيت عذراء وإصلاح ما تم إفساده في باقي السواحل الأخرى”.

ويرجع أصحاب الدراسة أسباب الضغط الممارس على السواحل إلى حاجة الإنسان للموائل البحرية والتنوع البيولوجي الذي تزخر به، وأيضا إلى التوسع العمراني الرهيب الذي امتد على طول السواحل خلال السنين الماضية.

وأضاف أصحاب الدراسة بأن حوالي 50% من سواحل أغلب دول العالم توجد في حالة كارثية، وأن حوالي نصف المحميات البحرية (43.3%)، لا تقوم بدورها كما ينبغي للحفاظ على البيئة البحرية، وذلك بسبب التجاوزات البشرية.

وقال الباحث بروك ويليامز -في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني- إن الوضع في البلدان العربية لا يختلف كثيرا عن دول العالم، فالكثير من السواحل العربية تعرف ضغوطا من طرف الإنسان إلا أن هناك أيضا الكثير من السواحل التي ما زالت عذراء.

وأوضح بروك أنه “بالرغم من أن هناك كثيرا من السواحل في المنطقة العربية التي تعرف ضغوطات بشرية كبيرة، فما زالت هناك مناطق عذراء، وأكثر السواحل التي تعرضت لضغوطات نجدها في كل من المغرب، والصحراء الغربية، وليبيا ومنطقة البحر الأحمر”.

وأضاف أن المناطق المحمية في سواحل المنطقة العربية ما زالت هي الأخرى تفتقد إلى التسيير الجيد الذي يسمح لها بالحفاظ على التنوع البيولوجي بها، وحماية السواحل من الضغوطات البشرية، وهو الحال في كثير من دول العالم التي ما زالت المحميات البحرية بها غير قادرة على أداء دورها كاملا.

أما على المستوى الدولي، فأشار البيان الصحفي إلى أن كندا هي الأولى عالميا في طول السواحل التي لا تزال تحافظ على طبيعتها تليها روسيا، وتشيلي، وأستراليا والولايات المتحدة، وهي على العموم الدول التي لها مساحات كبيرة وسواحل طويلة جدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى