تقارير

رسمياً.. الشمال السوري يسجل أولى الإصابات بفيروس كورونا ومديريات الصحة تدق ناقوس الخطر

سجلت محافظة إدلب أولى الإصابات بفيروس كورونا المستجد covid 19، بعد إجراء تحليل pcr للعدد من المشتبه بهم.

ومساء يوم الخميس الفائت، أعلن وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور “مرام الشيخ” من صفحته على تويتر تسجيل أول إصابة بالفيروس لأحد الأطباء في مستشفى باب الهوى.

وفي تفاصيل الحادثة قال نشطاء بأن الطبيب أيمن السايح كان في زيارة عمل لمدينة غازي عينتاب التركية وعاد منذ أيام إلى مدينته الباب ليغادر بعدها إلى موقع عمله في مستشفى باب الهوى.

وبعد التأكد من تسجيل أول إصابة، فرضت الجهات المعنية حظراً كاملاً على مستشفى باب الهوى والمباني المجاورة له في مسعى للحد من انتشار المرض في بقية المناطق، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للكشف عن وجود إصابات جديدة من عدمها.

وبدورها مديرية الصحة في محافظة إدلب أصدرت قراراً بإيقاف كافة العمليات الباردة والعيادات الخارجية والمراكز الصحية في المحافظة لمدة أسبوع قابل للتجديد، ودعت المواطنين إلى الالتزام الكامل بمعايير الوقاية وعدم مراجعة المراكز الصحية إلا للضرورة القصوى.

نائب مدير مديرية صحة إدلب الدكتور مصطفى العيدو تحدث لفرش أونلاين عن آخر التطورات المتعلقة بفيروس كورونا: إننا للآسف نعلن عن تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا، وجاء هذا الإعلان بعد التأكد من نتيجة الفحص الذي تم إجرائه للطبيب أيمن السايح اختصاصي الجراحة العصبية، إذ ظهرت نتيجة الفحص إيجابية”.

ويضيف” العيدو” قائلا إنه وبعد التأكد من إيجابية الاختبار الخاص بالكشف عن الفيروس تم إغلاق مستشفى باب الهوى والمناطق المجاورة له بشكل كامل، ومنذ اليوم باشرت فرق مختصة من المديرية بالتواصل مع الأشخاص الذين خالطوا المصاب لعزلهم عن المجتمع وإجراء الفحوصات اللازمة لهم.

وبما يخص بنية القطاع الطبي والصحي قال “العيدو”: “إنه لا يخفى على أحد بأن حكومات قوية عجزت عن السيطرة على انتشار الوباء، فكيف بمديريات ومنظمات محلية دون تمويل كافي وقطاع طبي متضرر تأثر بالحرب التي يشنها نظام الأسد ودولة الاحتلال الروسي منذ سنوات، إذ خسر القطاع الطبي عشرات الكوادر المختصة بالإضافة إلى تضرر المشافي والمراكز الصحية بشكل كبير”.

وعن الإجراءات التي ستتبعها المديرية للحد من انتشار الفيروس في المنطقة يقول الدكتور مصطفى العيدو: “إن مديرية الصحة في إدلب ومنذ ظهور نتيجة التحليل الإيجابية، قامت بالإيعاز إلى كافة المشافي والمراكز الطبية والصحية إلى تعليق العمل لمدة أسبوع من الإبقاء على درجة التأهب والاستعداد للحالات الطارئة، كما وتم تخصيص ثلاث مراكز عزل مجهزة ب١٢٠ سريرا، بالإضافة إلى العمل مع المنظمات الإنسانية لفتح ثلاث مشافي لاستقبال الحالات المؤكدة، كما وقامت المديرية بتفعيل ثلاثة أرقام ساخنة تعمل على مدار الساعة للرد على استفسارات المواطنين”.

وبعد ساعات من الإعلان عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا عقدت حكومة الإنقاذ السورية اجتماعاً عاجلاً لإيجاد حلول لتفادي وقوع كارثة إنسانية كبيرة في حال تفشي الفيروس.

ومن القرارات التي صدرت عن الحكومة، ضرورة تعقيم الأفران والمخابز وإلزام العمال بضرورة ارتداء الكمامات والقفزات، والعمل على تخفيف الحركة في الأسواق، كما وعممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بضرورة عدم وجود تجمعات قبل وبعد أداء فرائض الصلوات وإلى ضرورة تعقيم المساجد بشكل يومي.

وتزامناً مع ذلك، أصدرت مديرية التربية والتعليم في إدلب قراراً بتعليق العملية التعليمية في كافة المدارس الرسمية وغير الرسمية بالإضافة إلى روضات الأطفال والمعاهد، مع الاستمرار بالعملية الامتحانية لطلاب الشهادتين مع الالتزام الكامل بكافة التدابير الوقائية.

ويعيش المواطنين في المحافظة حالة من الخوف والذعر بعد الإعلان عن ظهور أولى الإصابات بفيروس كورونا، ولعل ما يخيفهم هو الازدحام الكبير الذي تشهده المنطقة والمخيمات التي تضم مئات الآلاف من النازحين.

وكان فريق منسقو استجابة سوريا قد حذر ظهر اليوم من كارثة إنسانية كبيرة قد تعصف بالمنطقة في حال تفشي الوباء في الوقت الذي يشهد فيه القطاع الطبي ضعفاً شديداً في البنية والتمويل.

وخلال الساعات الأخيرة أجرت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة بالتعاون مع شبكة الإنذار المبكر ٦١ فحصاً لأشخاص يشتبه بحملهم لأعراض الفيروس، كما وتم إجراء ٢١٦٤ تحليلاً للكشف عن الفيروس منذ ظهوره.

وتحذر الجهات الطبية ونشطاء المجتمع المدني في الشمال السوري من أكبر كارثة إنسانية قد تشهدها المناطق المحررة بالتزامن مع الإصرار الروسي على عرقلة مشروع قرار دولي لتجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وهو ما يهدد حياة ملايين المدنيين الذين يعانون من ظروف غاية في الصعوبة.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى