تقارير

سيناريو التهجير يتكرر.. وصول الدفعة الثانية من مهجري درعا إلى الشمال السوري

وصلت الدفعة الثانية من مهجري درعا البلد إلى ريف حلب، صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد يومين من وصول الدفعة الأولى، بموجب اتفاق بين لجنة درعا المركزية من جهة، وقوات نظام الأسد والقوات الروسية من جهة ثانية.

وقال أبو محمود الحوراني والمتحدث باسم تجمع حوران لفرش أونلاين: “وصلت قافلتين إلى ريف حلب عن طريق معبر أبو الزندين، الذي يفصل بين منطقة درع الفرات، والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد، ودخلت القافلة الثانية وذلك بعد يومين من وصول الدفعة الأولى”.

وأضاف: “بعد وصول المهجرين من تقوم الشرطة العسكرية في مدينة الباب بأخذ الإجراءات المتبعة لهم فيما يخص عمليات الفحص الطبي وأخذ البيانات، وذلك يستدعي عدة أيام”.

وبلغ عدد المهجرين بالدفعة الثانية نحو 79 شخصاً بينهم نساء وأطفال، ونُقلوا إلى مسجد “البراء بن مالك” في مدينة الباب، كمركز مؤقت لإيوائهم، قبل أن يحددوا الوجهة التي سيذهبون باتجاهها.

وأوضح الحوراني: “أنه لم يتم التنسيق مع الشمال السوري في عملة التهجير، وإنما كان الخروج قسري من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، بواسطة حافلتين تحملن 79مهجر، وبرفقة سيارات من الشرطة العسكرية الروسية”.

والوضع الحالي الذي تشهده مدينة درعا البلد خطير للغاية، أمام تدفق حشود عسكرية كبيرة لقوات نظام الأسد والميليشيات المساندة لها، والحصار المفروض على أهالي المنطقة، وأنها أمور تنذر بكارثة غير مسبوقة تطال أكثر من 50 ألف مدني محاصرين وعالقين في درعا البلد الآن، دون أي خدمات طبية وإنسانية، فضلاً عن بدء نفاد الغذاء والدواء وحليب الأطفال.

وتابع الحوراني: “إنه في حال أقدم نظام الأسد على إطلاق عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على درعا البلد، حتماً سيشهد العالم مجازر جديدة بحق المدنيين، أمام إخفاق لجان التفاوض عن درعا البلد ونظام الأسد والتوصل لأي اتفاق، والتي ينظر إليها ثوار درعا على أنها نقض لاتفاق عام 2018 الذي يقضي بانسحاب قوات نظام الأسد من درعا البلد وإبقاء السلاح بيد فصائل المعارضة مقابل إجراء تسوية للثوار دون التعرض لاعتقالهم أو القيام بعمليات عسكرية من كلا الطرفين، وذلك كان حينها بوساطة روسية”.

ويعترض نظام الأسد على بقاء الفصائل الثورية في منطقة درعا البلد، مع الإصرار على تهجيرهم إلى الشمال السوري، أو تسليم سلاحهم وإجراء تسوية مع نظام الأسد ودخول قواته إلى درعا البلد وإقامة حواجز أمنية مكثفة في المنطقة.

وبهذا الصدد قال الحوراني: “إن نظام الأسد يعمل جاهداً على تعطيل أي اتفاق يجري بين لجان التفاوض بدرعا البلد و(اللواء الثامن) في (الفيلق الخامس) المدعوم من روسيا كـوسيط بين اللجان ونظام الأسد”.

وفي 25 حزيران الماضي فرضت قوات نظام الأسد والمليشيات التابعة لها حصارا على منطقة درعا البلد في مدينة درعا بعد رفض الفصائل الثورية تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا لاتفاق تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط.

إعداد: معاذ الفرحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى