تقارير

“سُبل العيش” من أهم المشاريع التي تؤمن حياة كريمة للسكان في الشمال السوري

تعتبر مشاريع “سُبلِ العيش” من أهم المشاريع التي عملت عليها المنظمات الإنسانية في الشمال السوري المحرر، باعتبار أن لها أهمية كبيرة في حياة المواطن لكسب رزقهِ وعدم انتظارهِ للمساعدات الإنسانية.

كما تؤمنُ حياةً كريمة للمواطن وتساعده بدور كبير للاعتماد على نفسه في تدبر أمور الحياة وإعالة أفراد أسرتهِ، في ظل غلاء الأسعار الكبير والاكتظاظ السكاني في المنطقة.

وأجرى مراسلو راديو فرش عدة مقابلات مع الأهالي للسؤال عن الأوضاع المعيشية وكيفية كسب الرزق والبطالة، أكدوا فيه أن للمنظمات دوراً إيجابياً كبيراً في إنهاء البطالة في المنطقة، كونها قامت بتوفير العديد من الشواغر الوظيفية بأعدادٍ كبيرة من المواطنين، كما ساعدت في تحسين سُبلِ العيش من خلال كفالة المشاريع الصغيرة عن طريق دورات معينة ضمن اختصاص معين يساعد ويأهل الفرد للاعتماد على نفسه.

وأوضح الأهالي أنه يوجد أيضاً عدة سلبيات في هذه المشاريع، حيث تعرض البعض للظلم في اختيار الأشخاص واختيارهن، مقترحين حلول لهذا الظلم منها تقديم البقرة الحلوب أو الأغنام للعوائل التي تفتقر لمعيل في المنزل (الأرامل-والفقراء)، وتوسيع المشاريع الصغيرة كافتتاح معامل للخياطة مثلاً لتشغيل أكبر عدد ممكن من الأهالي المواطنين.

وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مدير منظمة “سداد”، المهندس عبد الرحمن اليحيى: “منظمة سداد هي منظمة إنسانية، مقر عملها الحالي في مدينة إدلب المدينة، تستهدف المشاريع التنموية التي تتضمن سُبل العيش، ومشاريع التعليم والحماية”.

وأضاف اليحيى: “أن المشاريع التنموية من أهم المشاريع التي تفيد المجتمع، كونها تركز على الأشخاص الذين بحاجة للعمل، وتأمين دخل للأسر التي هي بحاجة للمال، والحد من هذه الظاهرة” مشيراً أن النسبة المئوية لهذه الفئة من المجتمع تقدر ب86% تقريباً، وازداد تدريجياً بعد عمليات النزوح الأخيرة”.

وأكد أنهم يستهدفون مشاريع “النقد مقابل العمل”، وتمكين المرأة من خلال الحلاقة النسائية والخياطة، لكي تستطيع الاعتماد على نفسها بشكل مستدام، حيث يتم اختيار الاشخاص وفق معايير خاصة عن طريق فرق رقابة وتقييم للتأكد من هذه الفئات المعينة مثل “الارامل والمعاقين والفقراء”.

ويوضح اليحيى: “نقوم بالتركيز على استدامة العمل من خلال جهات ومنظمات إنسانية خلال تشكيل مجموعات وتسليمهم مبلغ من المال أو معدات للبدء بتأمين دخل جيد لمساعدتهم على العيش للتخفيف من البطالة في المنطقة، بدون سلطة على الشخص في تنمية مصدر عيشه الذي قمنا بتقديمه له”.

وتابع: “دائماً يفضل الفرد المشاريع التنموية وسبل العيش وكسب رزقه بنفسه على إعالة المنظمات لعائلته، كون العمل وكسب الرزق يحسن من الشخص ويبعده عن التقاعس الاجتماعي الذي يصيبه مع استلامه لمثل هذه المساعدات”.

واختتم مدير منظمة “سداد” حديثه قائلاً: “نركز في هذه المشاريع على فئة الشباب بشكل خاص كونهم ذات قدرات خاصة واستيعاب بشكل كبير، اما بالنسبة للمنظمات التي استهدفت هذه المشاريع لا تستطيع احتواء العدد الذي تريده فهذا الامر يعود إلى سياسة المانح أو الداعم، ” داعياً “لاستهداف المشاريع الزراعية بشكل أكبر كونها تساعد المجتمع في تأمين فرص عمل جيدة وذات دخل متوسط”.

وتؤكد بعض المنظمات أنهم يقومون بالاهتمام بأنشطة ومشاريع “النقد مقابل العمل، وسبل العيش” كونها تساهم في التمكين الاقتصادي لهذه الأسر عبر تأمين فرص عمل مؤقتة تركز على الأشخاص الذين هم بحاجة لهذه النشاطات، وتأمين أيضاً كافة المعدات التي تلزم الفرد، كما نقوم بتسليم المعدات لهم ليستفيدوا منها في استدامة عملهم.

ويُواجه سكان المخيمات تحديات كبرى أهمها تأمين سبل عيشهم مع طول أمد وجودهم في هذه المخيمات، وغياب فرص العمل وقلة الدعم الذي اقتصر على تقديم السلال الغذائية والصحية، مع وجود بعض المبادرات المحدودة لنشر سبل العيش ضمن هذه المخيمات، حيث تقوم دراسات مختصة بتشخيص مصادر دخل سكان مخيمات النزوح الداخلي، ومن ثم تحديد المعوقات الرئيسة التي تحد من تنمية سبل العيش.

ويعتبر التحدي الأكبر للعاطلين عن العمل يكمن في مدى قدرتهم على تأمين سبل العيش والاعتماد على الذات لتغطية نفقاتهم المعيشية، تلك القدرة التي يجب أن تتضافر في سبيلها جهود العديد من الفواعل المحلية والدولية المهتمة بالإشراف على هذه الفئات ودعمها.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى