حياة شهيد

عامر مصطفى الزعطوط.. عندما تختلط لقمة العيش بلون الدم

الشهيد عامر مصطفى الزعطوط ولد في عام 1981 في مدينة كفرنبل، متزوج وأب لثلاثة أولاد (ولدين وبنت)، درس إلى الصف السادس الابتدائي وترك من بعدها المدرسة ولجأ إلى العمل، وعمل في الأعمال الحرَّة من أجل مساعدة عائلته، وبعد إنهائه للخدمة الإلزامية في “الجيش السوري”، أنتسب عامر إلى كليَّة الشُّرطة وخدم في العديد من المدن والبلدات في المحافظات السُّوريَّة.

ومع بداية الحراك السلمي وخروج المظاهرات المطالبة بالحريَّة والعدالة والإصلاحات، وبعد أن رأى استخدام القوَّة والعنف من قبل قوَّات الأمن ضدَّ المتظاهرين، أنشقَّ عامر عن الشرطة في بداية الثورة وعاد إلى مدينة كفرنبل وشارك مع أهالي مدينته الحراك السلمي.

عاد الشهيد بعد ان انشقاقه ليزاول الأعمال الحرَّة من أجل إيجاد لقمة العيش لعائلته وأطفاله كما عمل الشهيد كحارس في إحدى أحياء مدينة كفرنبل وكان يعمل حارس لدى منظمة اتحاد المكاتب الثورية وانتسب إلى فصيل “فرسان الحق” التَّابع للجيش السوري الحر لفترة من الزمن، كما شارك في العديد من المعارك، وبعد فترة من الزمن ترك الأعمال القتالية وعاد إلى عمله القديم.

استشهد عامر في 5/9/2015 بغارة جوِّيَّة استهدفت معمل للأعلاف في مدينة كفرنبل، كما أدَّت الغارة إلى أصابته بجروح خطيرة نُقل على إثرها إلى تركيا لتلقِّي العلاج، كما استشهد شقيقه جمعة وأصيب شقيقه الأخر محمد في تلك الغارة، حيث كان الشهيد يعمل مع أشقَّائه في المعمل على تحميل العلف للسيارات.

شقيق الشهيد محمد الزعطوط لفرش أونلاين: “كنت في ذلك اليوم هناك أيضا، استشهد شقيقاي وأُصبت ببعض الجروح، كان ذلك اليوم أسوأ أيَّام حياتي فقدت أثنين من أشقَّائي، بعد استشهاد عامر أصبحت الأمور المعيشيَّة لعائلته سيِّئة جدَّاَ كونه كان المعيل الوحيد لهم، أكبر أولاده ما يزال في سنٍّ صغيرة، لا أحد من الجمعيَّات والمنظَّمات يقدم لعائلة الشهيد أيَّاً من الخدمات، يأتون كل مرَّة يكشفون ومن بعدها لا نرى أحداَ منهم، وعندما أذكر الشهيد أتذكَّر الأوقات والأيام التي قضيناها معاَ، رحمه الله”.

صديق الشهيد أحمد النَّسر” لفرش أونلاين: “أعرف الشهيد منذ ما يقارب العشرين عام، كان من أعزِّ أصدقائي قضينا معظم الأوقات معاَ منذ طفولتنا، كان الشهيد يعمل ليأمِّن لقمة العيش لأولاده، عامر إنسان بسيط، صاحب أخلاق حميدة، يحب عمل الخير ويحب تقديم المساعدة للآخرين، عاش الشهيد حياته ببساطة وكان كل همه هو عائلته”.

وتابع النسر: “عندما سمعت بخبر استشهاده صُدمت لأنني فقدت شخصاّ من أعزِّ النَّاس على قلبي، عندما أتذكَّر الشهيد أتذكَّر طيبة قلبه وبساطته والأوقات التي عشناه معاَ”.

لم يعبه فقره وضيق حاله، ولم يتردد في ترك جانب الظَّالم والتحاقه مع المظلوم، هو النفس الطيِّبة تجلَّت بأسمى أشكالها، لتُختم حياته بكلمة شهيد ويبقى اسمه وبسمته خالدة من قلوب أهله ومحبيه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى