مدونة المرأة

على أمل العودة إلى الوطن

نسرين الموسى (كفرنبل-ادلب) 

اسمي نور من مدينة كفرنبل أبلغ من العمر 25سنة، درست حتى أنهيت المرحلة الثانوية ثم تزوجت بعدها من رجل اسمه محمد كان يحمل شهادة جامعية من كلية الحقوق، انتقلنا إلى مدينة دمشق لتكوين أجمل عائلة كنت أحلم بها، رزقني الله بطفل وطفلة، أصبح عمر أحمد خمس سنوات عندما ولدت ابنتي أسيل.

اندلعت الثورة في وطني وبدأت معها معاناتي، كان زوجي متطوع في الشرطة، وقد تقدم بعدة طلبات للانتساب إلى كلية الضباط، لكن طلباته دوماً كانت تعود بالرفض بسبب الحراك الثوري ضد نظام الأسد، بدأت المظاهرات تعم شوارع وأحياء المدينة، لتقابلها قوات الأمن والجيش وتتصدى لها وتقتل وتعتقل المتظاهرين السلميين، لم يرتح زوجي لذلك الوضع فقرر ترك عمله والانشقاق والعودة إلى مدينة كفرنبل، لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل بسبب كثرة حواجز قوات الأسد والتشديد الأمني على عناصر الشرطة خوفاً من انشقاقهم.

مضت عدة أيام وبينما كان زوجي في عمله اتصل بي أحد رفاقه وأخبرني أن زوجي محاصر في المخفر مع رفاقه من قبل الثوار، بقي محاصر أسبوعاً كاملاً بلا ماء ولا طعام ولا كهرباء، وبعد ذلك استطاع أن يخرج من الحصار مع رفاقه واتجه إلى مدينة كفرنبل، وبعد بضعة أيام لحقت به مع أولادي أحمد وأسيل البالغة من العمر شهر تقريباً، تركت ورائي بيتي وحارتي وأحلامي وبدأت حياة جديدة مليئة بالفقر والقهر والتعاسة.

عشنا في منزل أهل زوجي مع شقيق زوجي الذي انشق هو الآخر عن قوات الأسد وعاد الى مدينته، كان البيت صغيراً ولم يجد زوجي عملاً له لنتمكن من العيش في منزل مستقل، لقد كانت الحياة صعبة جداً والأوضاع تزداد سوءاً وحواجز الجيش قد ملأت شوارع المدينة، بحثنا عن حل لم نجد أمامنا سوى أن نهاجر خارج بلادنا.

وعلى أمل ألا تطول رحلتنا خارج أسوار الوطن هاجرنا وبدأ زوجي العمل ليوفر لنا المال، لقد كان العمل شاقاً وطويلاً، استأجرنا بيت عند عائلة صغيرة، كنت أساعد صاحبة المنزل في بعض الأعمال لأنها كانت كبيرة في السن، لقد أحبت أولادي كثيراً، وإلى الأن أعيش على أمل العودة إلى بلادي الحبيبة على قلبي، فهناك بيتٌ دافئٌ ينتظرني لن أرتاح فيه غيره قط، وسأعود إليه يوماً ما.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى