غير مصنف

عندما يكنّى بالضفدع فاعلم أن مأواه المستنقعات

بسام ضفدع ابن مدينة كفر بطنا في غوطة دمشق الشرقية بريف العاصمة، رجل إن صح وصفه بهذه الكلمة أماط اللثام عن وجهه وانكشف فمه الكبير ولسانه الطويل المعتاد على أكل الحشرات، ها هو اليوم يعود إلى مأواه الذي ضاق صدره بالبعد عنه ولم تنفعه ميزته البرمائية، فهو الذي اعتاد على أوساخ المستنقعات والتقاط القذارة والطفيليات منه.

مستنقع جمع بعض الحيوانات الصغيرة التي لا تأثر ولا تغني عن جوع فقد سبقه إليه من لقب نفسه بالشيخ عمر رحمون ابن مدينة حلب الشهباء، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض نواف البشير ومن دخل في الجيش السوري الحر ظلما وبهتانا مصطفى الشيخ، فبان أن هذا المستنقع تتكيف فيه الضفادع وشتى أنواع الحشرات والمخلوقات والطفيليات اللاإنسانية والتي تتغذى على الدماء والأشلاء وتعتاش على الأوجاع والقهر والظلم.

مستنقع بكل ما تحويه الكلمة من معنى بأوساخه وقذارته ونبذه والبعد عنه، خلق نظامه وقانونه مغتصب للسلطة وجمع حوله أشباهه ونثر حشراته في الأرجاء وبعثر أوراقا قد سقطت عليه ليكون المتحكم بكل حشرة ومصدر رزق لها.

اعتقد الضفدع في وقت سابق إبان ارتداء القناع بأن النظام قد مات سريريا، إلا أن الأفكار والرؤى انقلبت بعد أن ظهر على تلفزيون النظام الرسمي ويظهر بقبح وجهه وظلمة فكره يتغنى بسيده الرئيس من قتل وشرد ودمر من احتواه طول فترة عمره المزيف.

أضيف الضفدع على لائحة القائلين والناعقين بأن الثورة مؤامرة على البلد ورئيسها، ظهر ليبرز بطولاته وثبوتيته على مواقفه الفاسدة وضخ سمومه التي تشبع بها من لدغة قائده السامة في وقت سابق.

“الدولة قد أمنت للمواطن لأبعد الحدود” كلمات قالها الشرغوف (صغير الضفدع) في لقائه التلفزيوني، كيف لا وقد استخدمت الطائرات الحربية والمروحية وراجمات الصواريخ وقذائف المدفعية والفوسفور والنابالم الحارق والكيماوي لقتل هذا الشعب الذي نطق بكلمة حرية والتي أوجعت ظالميه.

اختار الضفدع توقيتا مناسبا لعودته لـ “حض الوطن” فهو موسم التزاوج عند الحيوانات البرمائية وبدأ ينعق في وقت وجده مثالي، لعل مجيب يسمعه ويقضي له شهوته.

مع دخول قوات الأسد للغوطة الشرقية فقست البيضة وخرج منها الشرغوف الصغير بقدره صاحب الذيل كسيده، ليتغذى على بقايا أجساد قد مزقتها صواريخ نظامه، وسكن برك الدماء التي خلفتها طائرات حلفائه، ليكبر ويغدو ضفدعا مبرقع الجلد قذر الرائحة ترافقه قذارته حتى يدفن في تراب أرض نبذته منها وقت فقس البيضة.

محمد السطيف (كفرنبل-ادلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى