تقارير

غياب الدعم يهدد معهد أجيال النهضة لرعاية الأيتام في بلدة ترمانيين بالإغلاق

يطرق القائمون على “معهد أجيال النهضة” لرعاية الأيتام في بلدة ترمانيين بريف إدلب الشمالي أبواب المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية، دون مجيب، الأمر الذي يهدد بإغلاقه وحرمان 70 طفلاً يتيماً من إكمال مسيرتهم التعليمية.

المعهد الذي أنشأ منذ ما يزيد عن الشهرين، بجهود تطوعية كاملة، والذي يتألف من ثلاثة غرف (اثنتان خصصتا للدروس التعليمية وواحدة للأنشطة الترفيهية والحفلات)، يضم وفق شروط خاصة، تتعلق بالسن (يقبل المعهد الأطفال من عمر 5-18 سنوات)، وفقدان واحد من الأبوين أو كليهما وأبناء المعتقلين، الأطفال القصر الذين يحتاجون لرعاية صحية سواء من الناحية التعليمية أو الإرشاد النفسي، ويقوم على العهد كادر مختص يتألف من 12 معلم من ضمنه مرشدين نفسيين.

يقول “أحمد الطقش” مدير المشروع لفرش أونلاين: “إن المعهد يوفر التعليم المجاني لما يقارب 70 طفلاً يتيماً، سواء من البلدة والقرى المجاورة أو من المهجرين والنازحين قسرياً، ويشرف على ذلك كادر مختص من المعلمين والمعلمات يبلغ عددهم 12، ويعمد المعهد على تزويد الأطفال بالدروس الأساسية التعليمية والتوعوية، وتعتمد على الأنشطة الترفيهية والمسابقات وجلسات الإرشاد النفسي لتحفيز الأطفال ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع”.

وعن الصعوبات التي  تواجه القائمين على “معهد أجيال النهضة” يقول “أحمد الطقش” “نواجه العديد من المشاكل، أهمها غياب دعم المنظمات الإنسانية وتوفير الكلفة المادية اللازمة للاستمرار”، إذ تكفل المتطوعون بتحمل الأعباء المادية للكلفة التشغيلية خلال الأشهر الماضية، ومع ازدياد أعداد القادمين إلى المعهد والظروف الاقتصادية السيئة وغياب المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية، يواجه المعهد خطر الإغلاق، لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف، رغم الجهود الحثيثة التي يقوم بها المتطوعون بالتواصل مع جهات تعنى برعاية الأيتام لتبني مشروعهم واستمراره.

ويضيف “طقش” قائلا: “نعمل منذ شهرين دون أي مقابل، ونهدف من خلال عملنا إلى تقديم كل ما نستطيع لتدريس الأطفال كي لا تنقطع بهم السبل وحيدين دون أي رعاية، قمنا خلال الفترة الماضية بطرق عدد من أبواب المنظمات الخيرية والإنسانية لكننا لم نجد أي آذانا صاغية لمطالبنا”.

ويعتبر “معهد أجيال النهضة” من أحد المشاريع التي تم تأسيسها من قبل تجمع سواعد شباب النهضة التطوعي في بلدة ترمانيين بهدف رفع المستوى الثقافي وتعليم اللغات الإنكليزية والتركية والنطق الصحيح للغة العربية وتعليم الفنون المسرحية والرسم للأطفال الأيتام، ويعتبر التجمع صلة الوصل بين القائمين على المعهد والمؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية لتأمين واستجلاب الدعم المادي واللوجستي للمعهد كي لا يغلق أبوابه.

وتعرب العديد من المنظمات الدولية والإقليمية من قلقها وخشيتها أن يتعرض قسم كبير من الأطفال الأيتام القاصرين في سوريا أو اللاجئين دون معيل إلى مخاطر الإتجار بالبشر والعمالة أو أن يتعرضوا للعنف، فضلاً عن خشية كبيرة تتعلق بحالتهم النفسية.

اليوم يتابع هؤلاء الأطفال تحصيلهم العلمي في المعهد، إلا أن الغد غير مضمون بالنسبة لهم، إذ تتعلق مصائرهم بإيجاد جهة تتحمل تكاليف بقائهم، حالهم كحال مئات الآلاف من الأطفال الذين أفقدتهم الحرب السورية أحد والديهم أو كليهما، إذ قدرت منظمة الأمم المتحدة “اليونيسف” في تقريرها الصادر في عام 2017 عدد الأيتام السوريين بما يزيد عن مليون يتيم،  يحظى القليل منهم برعاية مناسبة، ما يعني أن نحو 10% من أطفال سوريا أيتام أحد الوالدين أو كليهما بسبب الحرب.

إعداد: حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى