تقارير

في ظل الهدوء النسبي.. قرى وبلدات جبل الزاوية تشهد عودة تدريجية للنازحين

عادت الكثير من العائلات النازحة من قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي إليها مؤخراً، نظراً للهدوء “النسبي” الذي تشهده المنطقة بعد نزوحها بفعل العمليات العسكرية وسيطرة قوات نظام الأسد على مناطق متاخمة لها في مدن سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل.  

وازدادت تلك الحركة في شهر رمضان ومواسم الأعياد، وذلك نتيجةً للاستقرار النسبي الذي شهدته المنطقة وتراجع وتيرة القصف العشوائي للمناطق السكنية من قبل قوات نظام الأسد وروسيا.

يقول “أبو محمد” (أحد المواطنين العائدين) خلال حديثه لفرش: “عدت إلى قريتي مؤخراً، بعد فترة نزوح طويلة أرهقتني فيها إيجارات المنازل الغالية والمعيشة الصعبة نظراً لعدم وجود أي عمل أعمل به”، مضيفاً، أنه فضل العودة إلى منزله بالرغم من وجود بعض الخروقات اليومية لوقف إطلاق النار ومعرفته بأنه قد “يضطر للنزوح مجدداً” لكن من منظوره الشخصي “يفضل العودة على صرف ما لديه على دفع إيجارات البيوت التي تتزايد أجورها رويداً رويداً”.

ويتابع، إنه لم يجد أي عمل منذ نزوحه عن قريته في جبل الزاوية، ولم يستطع تأمين أي فرصة خلال تلك الفترة، لكن وبعودته إليها مؤخراً سيعمل على زراعة حقله الزراعي، عله يستطيع تلبية احتياجاته الأساسية من طعام وماء.

بينما يعتبر الحاج “إبراهيم”، أن قريته ومسقط رأسه الذي ترعرع فيه أفضل وأجمل من “المناطق التي نزح إليها سابقاً” نتيجة العمليات العسكرية.

وقال خلال حديثه لفرش، إنه يفضل العيش في قريته على “الخبز والزيت” مرتاح البال والنفسية، على العيش في المدن والبلدات الشمالية تحت تأثير الضغوط النفسية والمادية.

في حين، عاد الشاب خالد إلى قريته ليسترجع فيها أيام شبابه وأيام الثورة الأولى، فقريته كما قال لفرش: “أجمل وأفضل من البقاء في مخيمات النزوح المليئة بالضغوطات الحياتية”.

ويلجأ الأهالي العائدين إلى قراهم وبلداتهم بعد رحلة نزوح “صعبة”، إلى استصلاح منازلهم وترميمها لتصبح صالحة للسكن نوعًا ما، فيما يعجز آخرون عن ذلك بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها.

وقال علي (أحد العائدين) لفرش، إن غالبية سكان قريته بجبل الزاوية يتخوفون من موجة نزوح جديدة، لذلك فضلوا ترميم منازلهم بأقل التكاليف المادية حالياً حتى لا تذهب تلك الأموال “هباءً منثوراً”.

وتزداد معاناة المواطنين العائدين إلى قرى وبلدات الجبل في ظل الدمار الكبير والجزئي الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم، والخوف الدائم من تساقط جدران المنازل عليهم، إلا أن ظروف النزوح القاسية كانت أثقل عليهم ما دفع عائلات كثيرة إلى السكن فيها مجدداً، بالرغم من احتمالية انهيارها في أي لحظة.

وأوضح الحاج “أبو حسان” لفرش، أن المنزل الذي يعيش فيه مع عائلته متصدع بشكل كبير، لكن ظروفه المادية وتخوفه من نزوح جديد منعاها من ترميمه.

وأضاف، أنه أجبر على السكن فيه ولا يعلم في أي وقت تنهار فيه تلك الجدران المتصدعة والمدمرة جزئياً.

وبالرغم من العودة البطيئة والتدريجية للمواطنين إلى قراهم وبلداتهم، إلا أن الخروقات والقصف الأرضي والجوي تتكرر بين الحين والآخر، وهو ما يعد مصدر إحباط لغالبية العائلات العائدة، في ظل اشتداد وتيرة القصف الصاروخي والغارات الروسية مؤخراً على مناطق قريبة من الطريق الدولي الاستراتيجي “حلب-اللاذقية” المشكلة “العالقة” حتى الآن بين ضامني “أستانا” تركيا وروسيا التي لا تخفي رغبتها بالسيطرة عليه.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى