تقارير

قبيل عيد الفطر.. إقبال ضعيف على شراء الملابس في شمالي سوريا  

يعزف قسمٌ كبير من المواطنين في المناطق المحررة شمالي سوريا، عن شراء الألبسة الجديدة لكسوة أطفالهم في عيد الفطر السعيد القادم، نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.

وتعزى أسباب الأحجام عن شراء الألبسة إلى تدهور الحالة الاقتصادية السيئة التي تشهدها المناطق المحررة وغياب فرص العمل لأرباب العائلات، وارتفاع سعر الألبسة أضعاف ما كانت عليه العام الماضي، بحسب ما قاله موسى قلعجي، صاحب إحدى محال الألبسة في مدينة سلقين لفرش.

وعن أسعار الألبسة الجديدة، قال “قلعجي”: “إن أسعارها ارتفعت ضعفين ما كانت عليه العام الماضي، نظراً لانخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار (العملة المتداولة في المناطق المحررة)، إضافةً إلى تفاوت الأسعار بين الملابس الرجالية والنسائية والولادية، وعلى سبيل المثال، يبلغ سعر بنطال وقميص رجالي بين 18 و25 دولاراً، في حين يبلغ سعر أي فستان نسائي بين 500 و600 ليرة تركية.

وأضاف “قلعجي”، أن من أسباب ارتفاع أسعار الألبسة هو زيادة الرسوم الضريبية التي تفرض على تجار الملابس المستوردين للبضائع من تركيا إلى منطقة شمال غربي سوريا، وعدم وجود معامل لصناعتها في المنطقة، والاعتماد على الملابس المستوردة وتلك التي تدخل من مناطق سيطرة نظام الأسد والتي يفرض عليها رسوماً تضاعف الرسوم التي تفرض على الألبسة القادمة من تركيا.

وبالرغم من الحركة الكثيفة التي تشهدها أسواق المناطق المحررة، إلا أن الإقبال على شراء الملابس يعتبر ضعيفاً هذا الموسم، ما يدفع الأهالي إلى شراء الألبسة من محال الألبسة المستعملة (البالة) التي تعتبر أسعارها منخفضةً قياساً بمحال الألبسة الجديدة.

وتعد أسعار ملابس الأطفال الأغلى قياساً بأسعار الملابس الرجالية والنسائية، نظراً لإدخالها إلى أسواق المناطق المحررة بشكل غير نظامي “تهريب”، إذ يعمل عدد من تجار الملابس على استيراد بضائعهم من مناطق سيطرة نظام الأسد، ما يرفع أسعار تلك الألبسة نتيجة لازدياد الضرائب التي يفرضها القائمين على المعابر “النظامية” و”الغير نظامية” الفاصلة بين المنطقتين، وفقاً لـ “قلعجي”.

وتفوق أسعار الملابس قدرة ذوي الدخل المحدود (عمال اليومية) في المناطق المحررة، نظراً لتدني أجورهم مقارنة بواقع المعيشية الصعب الذي يعصف بالمنطقة، حيث يعمد أولئك إلى تلبية احتياجات الحياة اليومية، دون الالتفاف إلى الأمور الأخرى.

تقول “أم حاتم”، مهجرة من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب لفرش: ” لقد غابت أجواء وتحضيرات العيد في عائلتنا منذ نزوحنا من المدينة، واستقرارنا في إحدى المخيمات الحدودية”.

وتضيف: “إنها لم تتمكن من شراء الألبسة لكسوة أطفالها، نظراً لارتفاع أسعارها وعدم وجود أموال كافية لتغطية نفقات جميع ملابس أولادها الثلاثة”، لافتةً أن أولادها سيرتدون الملابس القديمة هذا العيد.

تقول الطفلة عائشة (10 سنوات) لفرش: “لن أتمكن من ارتداء ملابس جديدة في العيد، بسبب وفاة والدي الذي كان دائماً ما يشتريها لي قبل أيام”، لكنه لم يعد موجوداً بعد أن استشهد بغارة جوية روسية على قريتها جنوبي إدلب.

ويكابد مئات آلاف السوريين في مخيمات النزوح شمال غربي سوريا، أوضاعاً صعبة للغاية، في ظل ارتفاع معدلات الفقر وازدياد عدد العاطلين عن العمل، ما يحرم آلاف الأطفال من فرحة ارتداء الملابس الجديدة في عيد الفطر السعيد المرتقب بعد أيام قليلة.

إعداد: محمد جعار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى