تقارير

قميناس بلدة منكوبة والمجلس المحلي فيها يطلق النداء الأخير للتدخل السريع لمساعدة السكان

“يا فرحة ما تمت” يمكن لهذا المثل الشعبي أن يلخص حال أهالي بلدة “قميناس” بريف إدلب بعد عودة جزئية لعدد منهم إليها بعد رحلة نزوح أثقلت كاهلهم وفاقمت من معاناتهم.

وتفتقر البلدة إلى أدنى مقومات الحياة نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، وهو ما دفع المجلس المحلي فيها إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل إلى المنظمات الإنسانية لمساعدة المواطنين العائدين بعد نزوح أستمر عدة أشهر.

الأستاذ مصطفى الخلف رئيس المجلس المحلي في بلدة قميناس يقول لفرش أونلاين:” إن البلدة تفتقر إلى جميع الخدمات سواء في القطاع الصحي إذ لا يوجد أي مركز صحي وهو ما يدفع المواطنين للذهاب إلى البلدات والمدن المجاورة لتلقي الخدمات الطبية والصحية، أو القطاع التعليمي حيث يوجد مدرسة وحيدة الأمر الذي ينعكس على الطلاب من المرحلتين المتوسطة والثانوية، كما ويعمل المعلمين والمعلمات بشكل تطوعي منذ بداية العام الدراسي”.

ويضيف “الخلف” إنه لم يتم تنفيذ أي مشروع خدمي أو طبي أو تعليمي من قبل المنظمات الإنسانية في البلدة منذ ما يقارب 8 أشهر، وعند سؤال الخلف عن سبب ذلك قال “إن حجة المنظمات الإنسانية بعدم تنفيذ المشاريع يعود لكون البلدة قريبة من مناطق سيطرة قوات نظام الأسد في مدينة سراقب”.

وتفتقر البلدة إلى وجود فرن لإنتاج مادة الخبز الأمر الذي يدفع أصحاب المحال التجارية إلى جلبه من مدينة إدلب أو البلدات المجاورة لبيعه للأهالي، ما يضاعف من معاناة المواطنين القاطنين، وتعتبر البلدة منكوبة نتيجة انعدام مقومات الحياة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بسبب قلة فرص العمل، وبحسب ما نشر المجلس المحلي للبلدة على صفحته على موقع فيسبوك فإن نسبة الفقر تقارب 90% من السكان مقيمين ونازحين.

وأشار مصطفى الخلف لفرش أونلاين إلى أن البلدة بحاجة إلى تأمين مادة الخبز بالدرجة الأولى ودعم قطاع النظافة العامة، كما وطالب المجلس المحلي بتأمين عيادات طبية متنقلة لتوفير الخدمات الطبية للسكان نتيجة عدم وجود مركز صحي ثابت في البلدة.

وأكد “الخلف” بأن البلدة يتواجد بها صيدلية واحدة لا تتوافر فيها كافة أصناف الأدوية ما يدفع المرضى لجلب الأدوية من البلدات المجاورة الأمر الذي ينعكس عليهم ويزيد من التكلفة المادية.

عبد الكريم الخليل أحد المواطنين من بلدة قميناس يقول لفرش أونلاين:” إننا كمواطنين نعيش في البلدة نعاني من أسوء الظروف الإنسانية والمعيشية، ومنذ عودتنا قبل ثمانية أشهر لم يوزع أي سلل إغاثية من قبل المنظمات الإنسانية، ولا نعرف السبب وراء ذلك”.

ويضيف “الخليل” إن المعاناة الحقيقة هي أن سكان البلدة يعيشون في منازل شبه مدمرة كونهم غير قادرين على ترميمها بسبب غلاء أسعار مواد البناء.

كما وتحتاج البلدة بحسب ما نوه إليه “الخلف” إلى دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وخلال الحملة العسكرية الأخيرة تعرضت الكثير من الأشجار إلى عمليات القطع أو الحرق، وبالتالي فإن البلدة تحتاج إلى إعادة ترميم الغراس (زيتون-تين -محلب) مع تقديم الري والمستلزمات الأساسية من سماد وبذور وأدوية ومبيدات حشرية.

ويبلغ عدد سكان البلدة ما يقارب ال 7000 نسمة قبل حملة النزوح الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وبلغ عدد العائلات العائدة إليها 570 عائلة من السكان الأصليين، واستضاف البلدة خلال الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من النازحين الذين نزحوا من مناطق جنوبي إدلب، ويبلغ عدد العائلات النازحة فيها 150.

وتقع بلدة قميناس جنوب شرق محافظة إدلب بنحو 5 km، وتعاني من الإهمال في كافة المجالات من المنظمات الإنسانية والهيئات والمؤسسات الحكومية، الأمر الذي يفاقم المعاناة الإنسانية لسكانها والنازحين إليها.

إعداد حمزة العبدالله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى