أخبار سوريا

ماكرون يدعو لقمّة بشأن إدلب.. وأردوغان: السياسات التّي نتّبعها ليست عبثيّة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت، إن السياسات التي تتبعها تركيا في سوريا وليبيا “ليست مغامرة ولا خيارا عبثيا”.

وجاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال مشاركته في مراسم تدشين طريق بري بولاية إزمير غربي تركيا.

وأضاف أردوغان: “إذا تهربنا من خوض النضال في سوريا وليبيا والبحر المتوسط وعموم المنطقة، فإن الثمن سيكون باهظاً مستقبلاً”.

وتابع أردوغان: “إن لم نجعل تركيا تتبوأ المكانة التي تستحقها مع تغير موازين القوى بالمنطقة، ستكون حياتنا على هذه الأراضي صعبة جداً بالمستقبل، لذلك أقول إننا نخوض نضال الاستقلال مجددا”.

ولفت إلى أن “مصالحنا تتعارض أحيانا مع مصالح بعض الدول خلال هذا النضال، وإن اضطر الأمر سنمضي بمفردنا نحو أهدافنا المحددة، والحمد لله إن قوة وإمكانيات أنقرة تكفي لجعلها تتبع سياسات مستقلة وتطبقها على أرض الواقع”.

واستطرد: “خلال نضالنا هذا، نتبع الأساليب السياسية والديمقراطية، والعسكرية بأعلى مستوياتها حال لزم الأمر، وإننا نقوم بكل ما يلزم على الطاولة وفي الميدان بهدف تغير مسار تطورات الأحداث بالشكل الذي نريده”.

وأوضح أردوغان، أنه أجرى مباحثات هاتفية الجمعة، مع نظرائه الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأن تركيا حددت خارطة الطريق التي ستتبعها “فيما يخص إدلب” على ضوء هذه الاتصالات الهاتفية.

وأشار إلى أن كافة الحوادث الكبرى التي شهدتها تركيا عقب أحداث “غيزي بارك” في إسطنبول “كانت حوادث مفتعلة بسيناريو مسبق”.

ونوه في نفس الصدد: “نواجه نفس اللوحة اليوم؛ ففي الوقت الذي نخوض فيه عمليات نضالية حرجة في سوريا وليبيا والبحر المتوسط، نلاحظ قيام بعض الأطراف بإطلاق نقاشات داخلية لا تستند لأية أدلة، ولا تعود بأي فائدة على الديمقراطية والاقتصاد والأمن في تركيا، وإنما الهدف منها التفريط بالطاقات التركية”.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد قمة رباعية بخصوص سوريا “في أقرب وقت ممكن” بحضور فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا، بهدف وقف المعارك في محافظة إدلب وتجنب وقوع أزمة إنسانية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ماكرون عقب قمة أوروبية في العاصمة البلجكية، بروكسل بشأن موازنة الاتحاد.

وقال الرئيس الفرنسي في تصريحاته “ينبغي علينا عقد قمة في أقرب وقت ممكن بمشاركة ألمانيا وروسيا وتركيا، ونحن سنشارك فيها” في إسطنبول.

وأضاف للصحفيين قبيل مغادرته بروكسل أنّ “قوات نظام الأسد، مدعومة من الروس، تواصل تقدمها في إدلب شمال غربي سوريا رغم الدعوات إلى وقف الهجوم”.

وتابع “بالنسبة لي، وللمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فإن الوضع بإدلب يمكن حله من خلال وقف فوري لإطلاق النار، ولقد طلبنا هذا من روسيا ونظام الأسد”.

وشدد ماكرون على أن “المستشفيات بإدلب تتعرض لهجمات، وهذا أمر غير مقبول”، مشيرًا إلى أن “ارتفاع التوتر العسكري هناك ليس أمرًا محمودًا، لا سيما بعد مقتل جنديين تركيين الخميس، ومن قبلها العشرات، الوضع خطير وقد يؤدي لأزمة”.

وأشار إلى أن عدد النازحين في إدلب وصل لما يقرب من مليوني شخص يعيشون أوضاعًا إنسانية سيئة.

واستطرد قائلا “سبق وأن تحدثنا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان بوضوح، وهناك مسؤولية ودور كبير يقع على عاتق الرئيس الروسي بهذا الشأن”.

وفي اتصال هاتفي بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم السبت، مع نظيره التركي خلوصي أكار، الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غربي سوريا، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.

وقالت الوزارة أن الوزيرين بحثا القضايا المتعلقة بإعادة الوضع في المنطقة إلى استقراره، مضيفة أن شويغو وأكار تبادلا الآراء حول الوضع في سوريا.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن تركيا أخفقت في تنفيذ عدد من التزاماتها المحورية بموجب مذكرة التفاهم بينها وبين روسيا فيما يخص تسوية الوضع في إدلب، وفي مقدمتها الالتزام بفصل قوى المعارضة المسلحة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية.

ميدانياً قتل وجرح عدد من عناصر قوات نظام الأسد اليوم السبت، نتيجة اشتباكات عنيفة دارت مع الفصائل الثورية غرب مدينة حلب.

وأفادت ناشطون محليون، إن الفصائل الثورية تصدت لمحاولة تقدم لقوات نظام الأسد والميليشيا الموالية لها على قريتي تقاد والشيخ سليمان غرب مدينة حلب، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ما أسفر عن مقتل 15 عنصراً لقوات نظام الأسد وإصابة عدد آخر بجروح.

وأضاف الناشطون، أن الفصائل الثورية دمروا غرفة عمليات لقوات نظام الأسد ورشاش ثقيل نتيجة استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع في محيط قرية الشيخ سليمان.

وسبق أن تصدت الفصائل الثورية ليل الجمعة-السبت، لمحاولة تقدم لقوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له على قرية بلنتا غرب مدينة حلب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى