حياة شهيد

محمود البيوش..لم يترك أصدقائه لمصير مجهول ليرتقي شهيداً جميلاً على تراب ريف حماة

ولد الشهيد محمود البيوش في 1/1/1995في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق، وعاش معظم حياته هناك نظراً لطبيعة عمل والده، وصل إلى المرحلة الأساسية في المدرسة، متزوج وله طفلة وحيدة.

 

درس محمود المرحلتين الابتدائية والأساسية في مدارس العاصمة ولم يكمل دراسته الثانوية بسبب اندلاع الأحداث في سوريا في ذلك الوقت، وبعد فترة ليست بطويلة من اندلاع الثورة السورية عاد محمود إلى مدينته كفرنبل ليشارك أهله المظاهرات والحراك الثوري السلمي.

 

وفي أثناء خروج المظاهرات المطالبة بالحرية والكرامة في بعض أحياء العاصمة، كان الشهيد محمود من أوائل الصادحين بعبارات الحرية والكرامة ، وبعد فترة عاد إلى مدينة كفرنبل واستقر فيها، وشارك في غالبية المظاهرات وكان دائماً من أوائل المشاركين في المظاهرات إلا أن النظام وبدلاً من الاستماع لمطالب الشعب والعمل على تنفيذها، استخدم العنف والقوة العسكرية ضد المظاهرات وإسكات صرخات الثائرين ولم ينجح وقتها في ذلك بل تلك التصرفات من قبله زادت الحراك السلمي للثائرين على حكمه، حتى بدأت تتشكل كتائب ومجموعات صغيرة من الثائرين أخذت على عاتقها الدفاع عن الشعب في وجه آلة الأسد العسكرية وقبضته الأمنية.

 

 

 

ونظرا لما رأه محمود من استخدام للعنف والقوة ضد المدنيين والزج بالجيش في حرب الأسد ضد الشعب، حيث قرر الشهيد الانضمام إلى الفصائل العسكرية ومشاركتها من أجل الدفاع عن المناطق الثائرة والتي تم تحريرها من قبل أهلها، حيث انضم محمود إلى العديد من الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر وعمل معها فترة من الوقت إلا أن استقر مع فصيل فرسان الحق التابع للجيش للحر.

 

شارك محمود في العديد من المعارك مع فصائل صقور الشام ودروع الثورة ومن أهم المعارك التي خاضها معهم معركة تحرير مدينة معرة النعمان وحصار معسكر وادي الضيف ومعارك عديدة في جبل الأربعين وريف حماة ومدينة حلب.

 

كما وأصيب محمود مرتين من خلال مشاركته للحر في معارك أحياء مدينة حلب إلا أن تلك الإصابات لم تقلل من عزيمته وتمنعه من إكمال الطريق الذي بدأ به وهو الدفاع عن أرضه وعرضه ودينه ضد نظام الطاغية المجرم الذي جلب الويلات للسوريين.

 

وفي تاريخ 26/12/2017 استشهد محمود أثناء محاولته فتح طريق لخروج أصدقائه المحاصرين من قبل قوات النظام داخل “تل أسود “بريف حماة الشرقي حينها كان النظام يشن حملة عسكرية مترافقة بقصف من قبل طائرات العدوان الروسي على المنطقة ومع علم محمود بأنه تحت الخطر بشكل جاد إلا أنه أبى أن يقف مكتوف الأيدي ويترك أصدقائه لمصير مجهول ليرتقي شهيداً جميلاً على تراب ريف حماة.

 

 

 

“محمد الداني” صديق الشهيد يقول لفرش أون لاين:” كان الشهيد محمود تقبله الله من الشهداء كريماً وشهماً كان من الناس التي تقوم بأعمال الخير.

سمعت بخبر استشهاده بينما كنت أقوم بعملي في إسعاف مصابي إحدى الغارات الجوية، لم أصدق حينها وقلت في نفسي ربما يكون هناك خطأ ما ولكن في النهاية أدركت الحقيقة المرة”.

لم يفكر الشهيد محمود في ذلك اليوم أثناء محاصرة قوات النظام لأصدقائه في تل أسود بريف حماة، النجاة بنفسه مع أنه كان يستطيع لكن أبى أن يترك أصدقائه لمصير مجهول مع معرفته الشخصية وقناعته أنه قد لا يستطيع فعل شيء لهم، ليرتقي شهيداً جميلاً ويروي بدمائه الطاهرة أرض ريف حماة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى