تقارير

مركز “دار أحلام الطفولة ” لرعاية الأيتام مهدد بالإغلاق جنوب إدلب بسبب غياب المنظمات

 

قد يحرم الطفل محمد البالغ من العمر عشرة أعوام، والذي فقد والده في غارة جوية للطيران الروسي على بلدة “الفطيرة” جنوب إدلب في وقت سابق، من خدمات الرعاية التي توفرها له دار أحلام الطفولة لرعاية الأيتام، وذلك بسبب غياب الدعم المادي من قبل المؤسسات الحكومية وهيئات المجتمع المدني، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إغلاق هذه الدار.

 

ليس محمد هو الطفل الوحيد، بل أن العشرات من أقرانه، والذين فقدوا واحد من أبويهم أو الاثنين معا خلال سنوات الثورة السورية قد يحرمون أيضا، حيث تستقبل دار “أحلام الطفولة” ما يقارب ال 90 طفلا التي تتراوح أعمارهم ما بين الخمسة سنوات إلى العشرة سنوات، كما وتقدم خدماتها التعليمية والتوعية للأطفال لدمجهم في المجتمع من جديد.

 

ويقول القائمون على عمل دار “أحلام الطفولة” وهم فريق يتألف من متطوعين “بأنه مضى ما يقارب الأربعة أشهر على افتتاح مركزهم لرعاية الأيتام، دون تلقيهم أي من أشكال المساعدة من قبل المؤسسات الحكومية من مجالس محلية أو من قبل هيئات المجتمع المدني من منظمات إنسانية وغيرها، وهو ما سيؤدي بهم في نهاية المطاف إلى إغلاق هذه الدار لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف التشغيلية وغيرها”.

 

وحول المشاكل التي تواجه الكادر العامل في دار “أحلام الطفولة” يقول الأستاذ “عبد الغفور أبو الخيش” المدير المسؤول عن الدار لفرش أونلاين:” نواجه العديد من المشاكل في متابعة عملنا في تقديم الخدمات التعليمية والتوعية للأيتام، ومن أهمها غياب دعم المنظمات الإنسانية، حيث نقوم نحن المتطوعون بتحمل جميع المصاريف والتكاليف التشغيلية منذ افتتاحنا لدار أحلام الطفولة لرعاية الأيتام، والتي كان هدفنا من افتتاحها هو رعاية الأطفال اليتامى والذين فقدوا أحد معيليهم خلال الحرب التي تشهدها بلادنا منذ سنوات، ولكننا للأسف لم نجد أي اهتمام من قبل المنظمات الإنسانية لهذه الفكرة”.

 

ولا يقتصر مركز رعاية الأيتام على استقبال الأطفال اليتامى من ريف إدلب الجنوبي، بل أنه يستقبل بحسب ما يقول “أبو الخيش” أحد المتطوعين في المركز أطفالا من المهجرين قسريا من مناطق سورية مختلفة، ويعنى المركز بتقديم العديد من الخدمات للأيتام، ومنها التعليمية والتوعية وبعض النشاطات الترفيهية كالحفلات والمسابقات التحفيزية، كما وتعتبر جلسات الدعم النفسي وجلسات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم من أهم الخدمات التي يقدمها المركز للأطفال، وتهدف كل تلك الأنشطة التي تحفيز الأطفال ودمجهم في المجتمع بشكل مباشر.

 

ويضيف “أبو الخيش” قائلا:” نعمل منذ أربعة أشهر كاملة دون أي مقابل، ونهدف من خلال عملنا إلى تقديم كل ما نستطيع لإيواء الأطفال كي لا تنقطع بهم السبل وحيدين دون أي رعاية، قمنا خلال الفترة الماضية بطرق عدد من أبواب المنظمات الخيرية لكننا لم نجد أي أذانا صاغية لمطالبنا، باستثناء إحدى الجمعيات الخيرية التي قامت بتقديم وجبات طعام للأيتام وبعض الهدايا والملابس”.

 

انتشرت ظاهرة الأطفال الأيتام بشكل كبير في سوريا خلال سنوات الحرب، وتشير بعض الإحصائيات الصادرة عن منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الأيتام في سوريا تجاوز الـ 800 ألف طفل، وهذه الأرقام في تزايد مستمر.

حمزة العبد الله (كفرنبل-إدلب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى