غير مصنف

مر الكلام

لا أعرف ؟؟
نحن السوريون لدينا من المشاكل ما يزيد عن البشر أو نحب الإلحاح ونعطي للأمور أكثر من حجمها.
لكن في كل شعوب الأرض هل هناك شعب لديه صراع يومي مع الحياة بصعوبة الحياة التي يعيشها الشعب السوري.
ففي كل يوم لدينا مشاكل كبيرة مع تلك الحرب التي نعيشها ولانعرف أنستمر في العيش أم نموت.
في كل يوم لدينا صراع مميت مع المستقبل المجهول ولاندري بالأصل أنه يأتي أم لا.
لدينا في كل ساعة صراع جشع مع الغلاء والبطالة والوضع المعيشي المتردي المعيشة الخانقة.
نسأل أنفسنا كل يوم عن أحبابنا وأقرابنا وأصدقائنا هل سيعودون أم لا هل سيغادرون هذه الحياة أم ماذا؟؟

أما المغتربين من أبناء سوريا فهم ايضاً يعانون ما يعانون.
فكل يوم صراع مع المجتمع الذي يقطن فيه ليثبت أنه انساناً عادياً وليس ارهابياً وأنك منهم ولست موجود بينهم لقتلهم.
كل يوم لديك صراع هوية. ومن نحن وكيف نأكل وكيف نتكلم وكيف نتصرف. حتى تصل لقناعةً أنك مجبر على التفسير في كل أمر تقوم به أو يقوم به أي سوري في المهجر. لتثبت ببراءتك ولتدافع عن نفسك
في المهجر كل يوم لديك صراع هوية واوراق واثباتات…انت مضطر أن تثبت للسوريين بالداخل أنك سوري مثله. وتثبت للمجتمعات الأخرى إنك انسان طبيعي ولاتختلف عنهم في شيء
في المهجر كل يوم لديك صراع مع الماضي والذكريات مع أهلك في البلد وأصدقائك الذي تركتهم خلفك.
وفي النهاية نحن شعب لا نعطي الأمور أكبر من حجمها ولا نضخم ونهول الأمور، نحن شعب ذاق ويلات حرب لسبع سنين.
سبع سنوات من الهجرة والقتل والدمار والخراب والشقاء في الداخل والخارج، غلاء وإرهاب فكيف لا نتعب كيف يمكن ان نتحدث عن جرحنا وألمنا وكيف لا يكون الحديث ضخماً لوحده دون أن تزيد عليه شيء، كيف وكيف وكيف ……؟
يقول المثل في القديم “الضربة التي لا تقتل تزيد القوة” ولكن هل يوجد مثل يقول لنا كيف نتحمل سبع سنين من الضربات المتتالية، ياهل ترى تقوينا أن تكسرنا أم أنها انهت كل امالنا وحطمت احلامنا وقتلت ابنائنا وشردت اهلينا.
لكن ما بقي لنا في تلك المعمعة والزحمة، باقي ذكريات جميلة لم تستطع الحرب أن تقتلها في داخلنا، نخطفها بين الماضي والحاضر، ويبقى لنا القليل من الأمل ان يتبع كل هذا التعب قليل من الفرج.
كل هذا يجعلنا كمجتمع سوري أكثر من معارضين ومؤيدين ومن مختلف الطوائف والجنسيات، أكثر مجتمع متماسك في العالم فالحلم والآلام والآمال واحدة.
الفقر والخطر والحاجة، قاسم مشترك اجتمعت عليه كل اطياف الشعب السوري، لو علم الناس بمعنى هذه الكلمات لانتهينا من حربنا الطويلة والمملة بلا فائدة.
فكرة تامر صفوان قصيراوي
تحرير محمد العباس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى