منوعات

دراسة أميركية: موجات الحرّ القاتلة ستكون أكثر شيوعا بحلول نهاية القرن

توصّل فريق بحثي من جامعتي واشنطن وهارفارد الأميركيتين إلى أن الأيام الشديدة الحرارة، ذات الخطورة الكبيرة على الجسم البشري، سوف تصبح أكثر شيوعا بحلول نهاية هذا القرن، خاصة في المناطق القريبة من خط الاستواء، مما يهدد بمشكلة عالمية كبرى.

وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في دورية “كومينيكيشنز إيرث آند إنفيرونمنت” التابعة للمؤسسة البحثية “نيتشر”، فقد استخدم الباحثون نهجا إحصائيا يجمع بين البيانات التاريخية لتطور درجات الحرارة، والتوقعات الديموغرافية والنمو الاقتصادي المرتبط بما يسمى “كثافة الكربون”، وهي كمية الكربون المنبعثة مقابل كل دولار من النشاط الاقتصادي.

وفي بيان صحفي رسمي أصدرته جامعة واشنطن -المشاركة في الدراسة- جاء أن هذا النهج الإحصائي في التعامل مع هذه النقطة تحديدا يعطي نطاقات معقولة يمكن البناء عليها لانبعاثات الكربون ودرجة الحرارة المستقبلية.

وترتبط المشكلات الصحية المتعلقة بالموجات الحارة بدرجات الرطوبة، فكلما ارتفعت الرطوبة كانت درجات الحرارة الأقل أكثر تأثيرا. ويشرح ما يسمى مؤشر الحرارة تلك الفكرة، وهو مؤشر يجمع بين درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية في محاولة لتحديد درجة الحرارة التي يشعر بها الإنسان حقا.

وفي نشرة الأخبار، يمكن أن تلاحظ قولهم إن درجة الحرارة في الأسبوع المقبل مثلا ستكون 37، لكنك ستشعر أنها 41 درجة، هذا الفارق يمثل تأثير الرطوبة على رفع الشعور بالحرارة.

ويعرف مؤشر الحرارة “الخطير” على أنه شعور الحرارة الذي يزيد على 39.4 درجة مئوية، ويعرف مؤشر الحرارة “الشديد الخطورة” بمعيار 51 درجة مئوية، ويعتبر كل منهما غير آمن للإنسان لأي فترة زمنية مهما كانت قصيرة.

وفي حال تعرّض الشخص لهذه المستويات من الحرارة، فإنه قد يسبب له مشكلات صحيّة تبدأ بأعراض العطش والجفاف وقد تصل إلى صدمة حرارية يصاب خلالها الشخص بصداع شديد وتهيج في الجلد وفقدان للتركيز، وإذا استمر الأمر فإنه يمكن أن نصل إلى مرحلة فقدان كامل للوعي مع اختلاجات قد تؤدي للوفاة في النهاية.

وبحسب الدراسة الجديدة، فإنه حتى إذا تمكّنت دول العالم من إيقاف ارتفاع درجة الحرارة عند درجتين مئويتين بحسب اتفاقية باريس، فإن تجاوز الحد “الخطير” سيكون أكثر شيوعا بمقدار 3 إلى 10 مرات بحلول عام 2100 في دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والصين واليابان، وفي المناطق المدارية ستتضاعف هذه التوقعات.

وفي حال استمرار تصاعد ارتفاع متوسطات درجات الحرارة، فإن الدراسة تتوقع أن عدد الأيام الخطيرة للغاية سيصل إلى 30-40 يوما في السنة، مما يعني أنه سيكون محظورا تماما على الناس الخروج للشارع، وهذا بالطبع يؤثر على معاشهم وعلى اقتصاد الدول كله.

وبشكل خاص، تركز الدراسة على تأثير هذه الظواهر على الفئات الوظيفية الأكثر تعرضا للخطر، مثل العمال في الهواء الطلق أو في الأماكن المغلقة السيئة التهوية.

ويوصي الباحثون في النهاية بالتعامل السياسي مع قضية الاحترار العالمي بحذر شديد، لأن التوقعات المستقبلية قاتمة وستؤثر بشكل شديد على كل دول العالم، مما قد يتسبب مستقبلا في اضطرابات سياسية الله وحده يعلم حجمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى