تقارير

تحذيرات من تحول مرض الحصبة إلى وباء شمال غربي سوريا

حذرت مديرية صحة إدلب عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي من تحول مرض الحصبة إلى وباء في مناطق شمال غربي سوريا، بعد ارتفاع معدلات الإصابة بشكل كبير وتحديداً في المخيمات.

وسجلت المنطقة أكثر من 4300 إصابة منذ بداية العام الحالي، وفق ما أوضحه مدير فريق “لقاح سوريا” الطبيب محمد سالم خلال حديثه لفرش.

 وتوزعت الإصابات بين مدن وبلدات محافظة إدلب وأرياف حلب الشمالية والشرقية وريفي الرقة والحسكة، حيث سجلت مدن وبلدات “درع الفرات” و “غصن الزيتون” 3667 إصابة، فيما سجلت إدلب 700 إصابة غالبيتها في مخيمات المهجرين والنازحين، في حين سجلت منطقة “نبع السلام” شمال شرقي سوريا 22 إصابة، بحسب “سالم”.

ما هي أسباب انتشار المرض؟

ترجع أسباب انتشار مرض الحصبة بشكل كبير في مناطق شمال غربي سوريا، إلى إهمال تلقي اللقاح بشكل منتظم، بحسب ما بينته مديرية صحة إدلب التي أكدت، بأن اللقاح متوافر في المراكز الصحية التابعة لها.

وقال مدير صحة إدلب، الطبيب سالم عبدان لفرش، إن تراجع إقبال المدنيين على تلقيح أطفالهم رفع من معدلات الإصابة بالمرض الذي بات ينتشر بشكل متسارع، الأمر الذي يهدد بتحوله إلى وباء مستقبلاً.

ودعا “عبدان” المدنيين إلى الإسراع بتلقيح أطفالهم بالمصل المضاد للمرض، مشيراً إلى أن، اللقاح متوفر في المراكز الروتينية البالغ عددها 56 مركزاً صحياً، وأن الجرعات تعطى للأطفال مرتين الأولى بعمر السنة والثانية بعمر السنة ونصف.

وأوضح “عبدان”، أن مديرية الصحة تعمل على استكمال حملة اللقاح والتطعيم ضد المرض في منطقتي إدلب وحارم.

وتعزى أسباب انتشار المرض بشكل كبير وتحديداً في مخيمات المهجرين والنازحين، إلى انتشار شبكات الصرف الصحي المكشوفة والقمامة وانخفاض مخصصات المياه النظيفة، إضافة إلى وجود الحمامات في العراء.

ما هي طرق الوقاية من الحصبة؟

تتمثل طرق الوقاية من المرض باتباع الإجراءات الوقائية، لا سيما تلقي جرعات اللقاح بشكل منتظم والتأكد من عدم تأخيرها أو إهمالها، والمحافظة على النظافة الشخصية، وضرورة عزل الأشخاص المصابين وعدم مخالطتهم خلال فترة إصابتهم، وفقاً لما أكده “عبدان”.

فريق لقاح سوريا يحذر من إهمال تلقي جرعات اللقاح

شدد فريق “لقاح سوريا” التابع لمديرية صحة إدلب، على ضرورة عدم إهمال تلقي جرعات اللقاح ضد المرض، محذراً من تبعات خطيرة على مناطق شمال غربي سوريا، بعد تسجيل آلاف الحالات المصابة به منذ بداية العام الحالي.

وقال مدير الفريق الطبيب، محمد سالم لفرش، إن مدن وبلدات أرياف حلب الشمالية والشرقية، سجلت المعدل الأكبر بعدد تجاوز الـ 3 آلاف إصابة خلال الأشهر الأخيرة.

وأضاف، أن معظم الإصابات الجديدة تعود لأطفال غير ملقحين بالمصل المضاد للحصبة، مؤكداً على ضرورة إقدام أهاليهم على تلقيحهم وعدم التأخر في ذلك، لا سيما بأنهم (الأطفال) الفئة الأكثر إصابةً بالمرض.

ويعتبر مرض الحصبة مرضاً فيروسياً شديد العدوى والإصابة ينتقل بسرعة بين صفوف الأطفال الغير ملحقين منذ ولادتهم، بحسب “سالم”.

وقال حسين (والد أحد الأطفال المصابين) لفرش، إن طفله أصيب بالمرض بعد مخالطته لأبن عمه، وإن الأعراض التي ظهرت على طفله كانت مشابهة لتلك التي ظهرت على أبن أخيه.

ما هي الجهود التي تبذلها الجهات الصحية للحد من انتشار الحصبة؟

تسعى مديريتي صحة إدلب وحلب في مناطق شمال غربي سوريا، إلى تلقيح أكثر من 500 ألف طفلٍ ضد مرض الحصبة في مدن الباب واعزاز وجرابلس وعفرين وسلقين وحارم وأطمه، إضافة للمخيمات في تلك المناطق، بحسب ما أوضحه مدير فريق “لقاح سوريا”.

وأكد، أن الفريق سيطلق حملةً شاملة أواخر العام الجاري، في كافة مناطق شمال غربي سوريا، لتلقيح الأطفال.

ما هي أعراض المرض؟

تتمثل أعراض المرض بظهور الطفح الجلدي والحساسية وارتفاع حرارة الجسم واحمرار العيون، بحسب ما بينه الطبيب رفعت الفرحات خلال حديثه لفرش.

وأكد “الفرحات”، أن مرض الحصبة من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى اختلاطات كثيرة على الجهاز التنفسي والتي تؤدي إلى الوفاة لبعض الحالات، وهو مرض شديد العدوى عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق الهواء.

وتتخوف الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي في مناطق شمال غربي سوريا، من تحول المرض إلى وباء، لا سيما مع وجود أكثر من 1500 مخيماً يضم قرابة المليون ونصف مهجر ونازح، في وقت تفتقر تلك المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة، الأمر الذي يزيد ويضاعف من معاناتهم الإنسانية في ظل ما يعيشونه من أزمات مختلفة.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى