تقارير

“مسارات”.. مبادرة تعليمية تهتم بنشر المعرفة بين السوريين عن بعد

يواصل القائمون على مبادرة “مسارات” وهم (مجموعة تضم كافة الاختصاصات العلمية) تقديم الخدمات التعلمية للطلاب في الداخل والخارج السوري عن طريق الإنترنيت، في مسعاً منهم لمساعدة الطلبة لمواصلة دراستهم.

وتضم المبادرة ما يزيد عن 150 متطوعاً في مناطق الشمال السوري، ودول الجوار واللجوء، ويهدف القائمون عليها بحسب ما أوضحه عبد الرزاق الماضي قائد فريق التسويق فيها خلال حديثه لفرش، إلى تذليل العقبات أمام الطلبة لمواصلة تحصيلهم العلمي في ظل غلاء أجور الدروس الخاصة وعدم قدرة غالبيتهم على تحمل نفقاتها المالية نتيجةً للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها كثيرٌ من المناطق السورية.

وتقوم المبادرة على ثلاثة فرق لكل فرقة مهمة خاصة بها، فالأولى تتنقل بين المدن والبلدات لإجراء عمليات المسح البياني والإحصائيات الخاصة بالطلاب، والثانية تشرف على الأمور الإدارية والتنظيمية للمبادرة في مدينة إدلب، في حين تعمل الثالثة على التواصل معهم (الطلاب والطالبات) عبر أرقامهم الشخصية، بحسب “الماضي”.

ويسعى القائمون على المبادرة إلى نشر المعرفة والتعليم عن طريق أكثر 150 متطوعاً منتشرين حول العالم، منهم المبرمجين والمهندسين والتربويين والأطباء، والمعلمين، والأكاديميين، والتقنيين، جميعهم لديهم قناعة أن التعليم هو حق للجميع.

وتمكن القائمون على “مسارات” منذ انطلاقتها، من تقديم الخدمات التعليمية لـ 9 آلاف طالباً وطالبة، 60 بالمئة منهم من الثالث الثانوي بفرعية الأدبي والعلمي، و50 بالمئة من طلاب الصف التاسع والصف العاشر، وفقاً لما بينه “الماضي”، الذي أشار، أن نسبة الوصول للطالبات بلغت قرابة الـ 60 بالمئة، قسمٌ كبير منهن من المتزوجات وكبار السن اللواتي لم يستطعن إكمال تعليمهن، بسبب الزواج المبكر، أو النزوح، أو عدم وجود مراكز تعليمة قريبة من مناطق إقامتهن، أو بسبب عدم القدرة على تحمل نفقات التعليم.

وأوضح “الماضي”، أن المبادرة تستهدف جميع السوريين وتركز بشكل أخص على الفئات الأكثر تضرراً في المجتمع (أطفال أيتام_ ذوي الهمم_ المنقطعين عن التعليم لفترات زمنية طويلة_ كبار السن).

وتقدم المبادرة خدمات التعليم المجانية لآلاف الطلبة في مناطق شمال غربي سوريا، وتساعدهم على متابعة تحصيلهم العلمي الذي سيعود عليهم بفوائد كبيرة في المستقبل، بعدما كانوا يجدون صعوبة في إكمال الدراسة بسبب أجور الدورات الخاصة المرتفعة وتحديداً طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية.

وقالت فايزة الشيخ (طالبة جامعية) لفرش، إنها استفادت كثيراً بعد حصولها على تدريبات علمية مكثفة من قبل القائمين على مبادرة “مسارات”، الأمر الذي ساعدها على النجاح والوصول إلى مراحل متقدمة في دراستها.

وأضافت، أنها كانت تجد صعوبة في الموازنة ما بين دراستها الجامعية وأعمال المنزل كونها سيدة متزوجة لديها أطفال، حيث كانت تتغيب على الجامعة لكن بعد التسجيل في المبادرة تمكنت من متابعة دراستها بطريقة سهلة وسلسة ومفيدة.

وأكدت “الشيخ”، أنه بالرغم من كون المبادرة تطوعية إلا أن القائمين عليها كانوا ملتزمين بمواعيد الدروس بدقةٍ عالية.

من جهته، قال أحمد الأسعد (طالب ثانوي) لفرش: “بعد معرفتي بإطلاق هكذا مبادرة سارعت إلى التسجيل بها، لأنه لم يكن بمقدري الخضوع إلى دورات خاصة بسب تكلفتها المادية العالية”.

وأضاف الأسعد: “بعد أن تلقيت العديد من الدروس حصلت على إفادة كبير منها، مكنتني من متابعة دروسي بشكل منظم ومفيد”.

وتأتي مبادرة “مسارات” في وقت يواجه المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا، أوضاعاً معيشيةً صعبة حالت بينهم وبين إكمال تعليم أطفالهم بسبب الأجور المرتفعة للدروس والدورات الخصوصية التي تشرف عليها بعض المعاهد التعليمية الخاصة، والتي تكون حكراً على أصحاب الدخل المرتفع، في حين يبقى أصحاب الدخل المحدود في مواجهة ظروف الحياة القاسية، لتكون المبادرة بحسب من قابلناهم بمثابة “منارة” تضيء الطريق أمام آلاف الطلاب والطالبات لمتابعة تحصيلهم العلمي وتأسيس مستقبل مشرق لهم والمساهمة في إعادة إعمار ما خلفته حرب نظام الأسد وداعميه ضد الشعب السوري منذ أكثر من عقد. 

وتأسست مبادرة “مسارات” من قبل مجموعة من الخبرات السورية في الداخل والخارج نهاية عام 2019، وتهدف إلى تقديم الخدمات التعليمية مجاناً لآلاف الطلاب والطالبات للارتقاء بالواقع التعليمي ومساعدتهم على تخطي التحديات التي تواجه غالبيتهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية من أجل النهوض بالمجتمع والمساهمة في بنائه.

إعداد: معاذ فرحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى