تقارير

منظمات إنسانية تواصل نشاطاتها ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي شمالي سوريا

تتواصل حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي لليوم الثالث عشر في مدن وبلدات شمال غربي سوريا، وسط استمرار نشاطات العديد من المنظمات الإنسانية الرامية إلى توعية المجتمع على مخاطر العنف وما يولده من أخطار نفسية وجسدية كبيرة على الأفراد.

وتركز المنظمات الإنسانية في نشاطاتها على الجانب التوعوي للأفراد من الجنسين من أجل نشر ثقافة البيئة الآمنة والداعمة لهم وتحديد أدوراهم وأدوار العاملين الإنسانيين للمساهمة في دعم الناجيات وتعزيز عمل الفرق التي تعنى بربط المتضررين من أعمال العنف وبقية القطاعات الأخرى كـ (المستشفيات-الأخصاء النفسيين-مراكز دعم وتمكين النساء) وغيرها من القطاعات التي تولي أهمية لمناهضة كافة أشكال العنف بحق النساء.

وتولي المنظمات التي تعنى بالمرأة أولوية كبيرة لهذه الحملة كل عام لا سيما بسبب طبيعة عملها الرامية إلى تمكين النساء ودمجهن بالمجتمع للعلب دوهن الأساسي.

وفي هذا الخصوص، قالت مسؤولة المكتب القانوني في منظمة “مزايا” النسائية، أمية شاكر لفرش، إن المنظمة تعمل على تحفيز التغيير الإيجابي على المستوى الإقليمي من خلال أنشطة تتضمن تدريبات ومحاضرات وورشات نقاش مركزة بهدف نشر الوعي المجتمعي والحقوقي لنبذ ومناهضة العنف القائم على المرأة، إضافةً إلى تقديم الاستشارات القانونية وجلسات الدعم النفسي للسيدات المعنفات.

وأكدت “شاكر”، أن منظمة “مزايا” تولي أهمية كبيرة للعمل المجتمعي المشترك لنبذ ومناهضة العنف الممارس على السيدات من قبل بعض الشرائح وذلك بهدف بناء مجتمع متماسك يكون للقانون كلمته بعيداً عن القبول بالأمر الواقع المطبق على تلك السيدات على أنه سلوك طبيعي يسمح به المجتمع.

وأوضحت “شاكر”، أن الظروف الحالية التي تشهدها مناطق شمال غربي سوريا من استمرار الحرب والأزمات الاقتصادية زادت من وتيرة أعمال العنف والاضطهاد الممارسان على النساء، مشيرةً، أنه لا يمكن القبول بذلك واعتباره سلوكاً طبيعياً بل يجب العمل على الشق التوعوي والقانوني في نفس الوقت، حيث ينبغي تأكيد أن ممارسي أعمال العنف تلك (الجناة) يجب أن يعاقبوا قانونياً وألا يفتلوا من المساءلة القانونية، إضافةً إلى بذل المزيد من الجهود والورشات التدريبية التوعوية من أجل خلق بيئة آمنة خالية من العنف والاضطهاد.

وأفرزت الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتابعة التي تشهدها مناطق سيطرة القوى المختلفة الكثير من المشاكل التي تأثرت بها النساء، حيث أن معدلات الزواج المبكر ارتفعت بزيادة كبيرة عما كانت عليه قبل سنوات، وارتعفت أعداد الضحايا منهن جراء أعمال العنف الأسرية ولوحظ زيادة في نسب ما يسمى “جرائم الشرف” حيث فقدت الكثير من الفتيات لحياتهن بسبب تلك الجرائم، بحسب ما بينته “شاكر”.

كما وأفرزت الأزمات المتعاقبة ضغوطاً كبيرة على كافة شرائح المجتمع لكن كان للضغوطات التي مرت بها النساء أثراً كبيراً، حيث ارتفعت وتيرة الخوف من الاعتقال والقتل لدى غالبية النساء نتيجة الظروف الأمنية المضطربة في كثير من الأحيان، لا سيما مع وجود آلاف السيدات المغيبات في معتقلات أجهزة نظام الأسد، وكثير منهن فقدنا لحياتهن خلال الاعتقال، بحسب تقارير حقوقية للشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وتبقى الكثير من أعمال العنف التي تتعرض لها النساء في مختلف مناطق السيطرة السورية دون إعلان أو يجري التكتم عليها الأمر بسبب خوف السيدات من اللوم المجتمعي والأسري في كثير من الأحيان، إضافةً لعدم وجود آليات تعمل على حماية النساء المعنفات من المخاطر في حال الإبلاغ عن أعمال العنف والاضطهاد، وفقاً لما ذكرته مسؤولة المكتب القانوني في منظمة “مزايا” النسائية، أمية شاكر خلال حديثه لفرش.

من جانبها، رأت مديرة مركز “شأن للدراسات والبحوث” في منظمة “عدل وتمكين”، ديمة صادق، أن أسباب ارتفاع معدلات أعمال العنف والاضطهاد بحق النساء في مختلف مناطق السيطرة يرجع إلى عدم توفر بيئة آمنة في ظل سكن ملايين المدنيين في المخيمات التي تكثر فيها المشاكل بطبيعة قرب المساكن من بعضها وافتقارها إلى مقومات البيئة الآمنة.

وفيما يخص النشاطات التي تعمل عليها منظمة “عدل وتمكين”، قالت “صادق”، لفرش، إن المنظمة عملت على أنشطة مختلفة في بعض المخيمات عن الممارسات والانتهاكات التي تتعرض لها النساء بسبب بيئة السكن الغير آمنة، إضافة للقيام بجلسات نقاشية عن المخاطر والمصاعب التي تواجهن وكيفية العمل على تذليلها من أجل حصول النساء على حقوقهن.

وأضافت، أن الأنشطة تضمنت جانب الحماية الرقمية، حيث عملت المنظمة على تقديم جلسات توعية من أجل تعليم النساء لطرق الحفاظ على سلامتهن الشخصية وخاصةً بما يتعلق بجانب استخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، وكيفية التفريق بين الاستغلال والابتزاز والتنمر من أجل إيجاد آليات تضمن سلامتهن الرقمية.

وتأمل المنظمات الإنسانية التي تشارك سنوياً في حملة الـ 16 لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، أن تسهم نشاطاتها في خلق بيئة آمنة للنساء وتوعية المجتمع إلى المخاطر الناتجة عن أعمال العنف وما تولده ما ضغوطات جسدية ونفسية.

وتنطلق الحملة في كل عام في الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر وتنهي في العاشر من كانون الأول/ديسمبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى