تقارير

المدنيّون في الشمال السوري أمام كارثة حقيقيّة في ظل إغلاق بعض المشافي والنقاط الطبيّة

يواجه المدنيون في شمال غربي سوريا، كارثة إنسانية في المنطقة نتيجة توقف الدعم عن عدة مراكز طبية ومشافي، وعدم قدرة المنشآت الطبية الأخرى على تقديم كافة خدماتها في المنطقة، في ظل انتشار واسع لوباء الكوليرا وكوفيد 19.

وأعلنت عدة مستشفيات ومراكز طبية في شمال غربي سوريا، عن توقف الدعم المقدم لها من قبل المنظمات الداعمة، الأمر الذي يهدد حرمان ملايين المدنيين من خدماتها، في ظل استمرار الانتشار المتسارع لوباء الكوليرا.

وقال عماد زهران مدير المكتب الإعلامي في صحة إدلب لفرش أونلاين: “إن الشمال السوري، يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والأمصال، الأمر الذي ينعكس سلباً على المدنيين، من خلال الأمراض والأوبئة التي تنتشر بشكل واسع في المنطقة”.

وأضاف “زهران”: “أن قرابة الـ 40 منشآه طبية مهددا بالتوقف أو يتأثر عملها بشكل كبير وخاصة على المدنيين في المنطقة، في حال لم يتم تجديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا”.

وأوضح، أن توقف الدعم عن هذه المنشآت الطبية، جاء بسبب الضغوط الروسية في مجلس الأمن، للحصول على مكاسب سياسية على حساب معاناة ملايين المدنيين القاطنين في الشمال السوري.

وأكد، إن مديرية صحة إدلب بدأت حملة مناصرة والتواصل مع الشركاء ومنظمات المجتمع الدولي لإعادة الدعم للمنشآت الطبية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، من خلال إظهار الأثار السلبية التي يواجهها المدنيين في المنطقة.

وتشعر صحة إدلب بقلق كبير في حال لم يتم تمديد إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى شمال غربي سوريا في ظل تفشي وباء الكوليرا بشكل واسع وعجز القطاع الطبي في السيطرة عليه، بحسب ما أشار إليه “زهران” خلال حديثه لفرش.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية النظر في الوضع المأساوي الذي يعيشه ويعانيه قاطني المنطقة وخاصة المخيمات العشوائية التي تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية، وأبعاد ملف المساعدات الإنسانية عن المصالح السياسية بين الدول.

وفي حين قال الدكتور أحمد غندور مدير مشفى الرحمة في دركوش لفرش أونلاين، إن قرار إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري عبر الحدود، يهدد حياة أكثر من 4 مليون مدني يعتمدون على الدواء والغذاء، أغلبهم يعيش أوضاع إنسانية صعبة في المخيمات العشوائية خلال فصل الشتاء البارد.

وأكد “غندور” خلال حديثه لفرش، أن المدنيين في شمال غربي سوريا يعيشون ظروف صحية صعبة، في ظل انتشار وباء الكوليرا وكوفيد 19 بشكل متسارع، نتيجة توقف الدعم عن عدة مراكز صحية ومشافي التي تخدم المدنيين في المنطقة.

بدوره، يقول مازن علوش مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى الحدودي لفرش: “إن المعبر هو المنفذ الوحيد الذي يدخل من خلاله المساعدات الإنسانية والطبية القادمة من الأمم المتحدة إلى المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا”.

يقول “أبو محمد” مهجر يقطن في مخيمات جسر الشغور غربي إدلب لفرش: “أحتاج بشكل مستمر إلى العديد من الأدوية ومواد تدفئة، وأن إيقاف المساعدات الإنسانية والطبية سيكون له تأثير كبير خلال رحلتي المرضية، والأكثر من ذلك هو صعوبة تأمين المواد الغذائية والطبية نتيجة الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والأدوية”.

وحذر فريق منسقو استجابة سوريا الأسبوع الماضي، من التداعيات المترتبة لإيقاف الدعم عن عدد من المنشآت الطبية في شمال غربي سوريا، الأمر الذي ينعكس سلباً على ملايين المدنيين وخاصة في المخيمات، بالتزامن مع استمرار تفشي وباء الكوليرا.

ويأتي توقف الدعم عن المشافي والمراكز الصحية في ظل تضرر القطاع الطبي في الآونة الأخيرة من خلال استهداف قوات نظام الأسد وروسيا للمراكز والمنشآت الطبية والمراكز الحيوية بشكل مباشر، ما أدى إلى خروج عشرات المراكز والمشافي عن الخدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى